سماحة آية الله السيد علي الميلاني – حفظه الله -: من الواضح أنه لا توجد لديكم إجابات شافية فردودكم لا تحمل أي إجابة شافية وهذا مما يُؤسف له: 1- بالنسبة للردود التي أرسلتُها إليك جوابًا عما ذكرتَه فيما يتعلق بآية التطهير فهي ليست منقولة عن ابن تيمية كما توهمت ولا عن غيره وهبْ أنها كذلك – وليست كذلك – فأين أجوبتكم؟! ولكن حيث لا يوجد لديك أيّ دليل مقبول تثبت به نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسنين (عَلَيْهِم السَّلامُ) فقد هربت من الدليل العقلي الواضح والسياق القرآني الصادح والتجأت إلى قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ …) وظننتَ أنّ هذا ينفعك وهو لا ينفعك لأنك مأمورٌ بالردّ إلى الله أولاً (أي إلى كتابه) وصريح القرآن يثبت نزولها في نساء النبي خاصّة ولا مجال لتوجهها إلى غيرهن. وهكذا لم تستطع أن تردّ معارضة أحاديث الكساء لصريح القرآن بأيِّ دليلٍ كما لم تستطع أن تحلَّ الإشكال العويص الذي وقعتم فيه من استلزام الإرادة التكوينية في الآية للجبر فتركته دون جواب كما تركت غيره وهكذا صرتم في تخبطاتكم لا تخرجون من إشكال حتى تقعون في آخر. ومن الواضح عندي أنكم ابتعدتم عن العقل والمنطق واتبعتم الغلاة في أقوالهم وأفكارهم الغريبة التي نسبوها إلى الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) كذبًا وزورا. 2- وحين عرضتُ عليك المستفاد من أحاديث التقية التي أمر الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) بها شيعتهم لم تُجب على شيءٍ كما هي عادتُك ثمّ سألتَني لماذا قُتِلَ الأئمة؟ ومَنْ قَتَلهم؟ ولا أدري هل تريد من سؤالك هذا أن تقول: أنّ الأئمة لم يلتزموا بالتقية التي أمروا شيعتهم بها؟ وأينَ أنت عن الروايات المحمولة على التقية عندكم؟ ولكني سُأجيبك عن سؤاليك: الذي جاء في التاريخ أنَّ من قتل الأئمة هم حُكّام الجور والملوك الظالمون قتلوهم خوفًا على حُكمهم ؛لأنَّ الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) كانوا يُشَكّلون خطرًا على مُلكهم حسب تقدير أولئك الظالمين. ولكنَّ السؤال الذي يجب أن يُطرَح هنا هو: لماذا كان الحكام يخافون على ملكهم من الأئمة الطيبين الطاهرين والحال أنَّ هؤلاء الأئمة لم ينازعوهم في شيء من ذلك ولا دعا أحدهم إلى نفسه ولا استجاب إلى أحدٍ ممن دعاهُ إلى ذلك؟! إنَّ سبب ذلك – فيما أرى – هو ترك الشيعة للعمل بالتقية الواجبة؛ تعال واقرأ معي من مروياتكم: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ» قَالَ: «أَمَا وَاللّهِ، مَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، وَلكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ، وَأَفْشَوْا عَلَيْهِمْ، فَقُتِلُوا» وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، قَالَ: «مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا شَيْئاً مِنْ أَمْرِنَا، فَهُوَ كَمَنْ قَتَلَنَا عَمْداً، وَلَمْ يَقْتُلْنَا خَطَأً». وعن أبي عبد الله (عَلَيْهِ السَّلامُ) وتلا هذه الآية: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” قال: واللهِ ما قتلوهم بأيديْهم ولا ضربُوهم بأسيافِهم ولكنهم سمعُوا أحادِيثهم فأذاعُوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً واعتداءً ومعصية. وعن أبي عبد الله (عَلَيْهِ السَّلامُ) قال: ما قتَلنَا من أذَاعَ حَديثَنا قتْلَ خَطأٍ ولكنْ قتلَنا قتلَ عَمْدٍ. ثم اسْأل نفسَك: ما الأمر الذي حرّمَ الأئمة عليكم إذاعته؟ وهل التزمتم به أم لا؟! تعرف من قتل الأئمة ولماذا قتلهم. 3- وسألتُك أن تكتب إليَّ قائمة بضلالات أهل السُّنة الموجبة للضلال ودخول النار فلم تكتب لي شيئًا – كما هي عادتك – واكتفيت بذكر حديثين لم أكن أجهلهما وليس فيهما جواب ما سألتُك عنه؛ لأني أتصور أنّ الفائدة المرجوة من ولاية أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) هي في الواجبات والمحرمات أي عدم الوقوع في محذور شرعي يوجب الشقاء في الدُّنيا والنار في الآخرة. ولكنّ الذي أراه أنَّ الواجبات والمحرمات عند الشيعة هي نفسها عند السنة والاختلاف بينهما هو كالاختلاف بين الشيعة مع بعضهم والسنة مع بعضهم. وها هنا سؤال لكم يا من تدّعون أنّكم أتباع أئمة أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ): إنكم تدّعون اتّباعكم لأئمة أهل البيت؛ فما الذي يُميّزكم عن غيركم من المسلمين باتباعكم لهم؟ أخبروني عمّا يميّزكم: أهو التطبير وسائر شعائركم التي شوّهت صورة مذهبكم؟ أم هو اللَّطمُ والبكاءُ ومجالس العزاء الذي لا يُقرّه العقل وتضحك منه الثكلى وأصبح الشيعة في نظر الناس من الحمقى؟ أم هو الجزع على الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) الأمر الْمُبْتَدَع في الدّين؟ أم هو اللعن والبراءة لإخوانكم المسلمين من كان منهم حيًّا والميتين؟ أم هو مجرّد ادّعائكم بانتسابكم في مذهبكم إلى الأئمة الطيبين الطاهرين الذي لا يكفي وحدَه شرفًا ومزيّة مع مخالفتكم الواضحة لمنهجهم (عَلَيْهِم السَّلامُ)؟ إنني لا أرى لدى الشيعة أي ميزة حقيقيّة تُميّزهم عن سائر المسلمين فإن كان عندك شيءٌ فهاته.

بسمه تعالى
السلام عليكم
قد نصحتكم سابقاً أنْ لا تتكلّموا بتشنّج، وذكّرتكم بمراعاة الأدب في الكلام، خاصّةً وأنا أكبر منك سنّاً بكثير، وليس من الصحيح خطاب طائفة من المسلمين لها عقائدها وأحكامها وسننها بمثل هذه الأساليب التي دأب عليها المتعصّبون من أتباع الفرقة الباغية وأوراق الشجرة الملعونة، فقد تفتّحت العيون وتنوّرت الأفكار ولا فائدة في الشتم والتهجّم، وهل ينفع النصح وتجدي الموعظة؟ إنْ تأدّبت بآداب الإسلام فسأُفصّل معك الكلام وإلاّ فلا أُجيبُ إلاّ باختصار، ولك الخيار.
أمّا آية التطهير، فقد ذكر المفسّرون من أهل السنّة أيضاً أن الذي ابتدع القول بنزولها في الأزواج فقط هو عكرمة البربري الخارجي الذي كان يكذب عن مولاه ابن عباس فشدّه ولده بباب الكنيف بسبب ذلك! فهل تحبُّ أنْ تكون تابعاً له؟ أنت حرٌّ في اتّباعك لذلك العبد الضالّ الكذّاب، لكنّ المفسّرين من ابن كثير وغيره بالرغم من تعصّبهم لم يتّبعوه، وإنما أخذوا بالسّياق بزعمهم وبحديث الكساء فقالوا بنزول الآية في الجميع. ثم إنك بدعواك وضع حديث الكساء قد خالفت عموم المسلمين واتّبعت غير سبيل المؤمنين، فانظر ما هي عاقبة أمرك.
8693
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *