دلائل الإمامة

سماحة آية الله السيد علي الميلاني – حفظه الله -: من الواضح أنه لا توجد لديكم إجابات شافية فردودكم لا تحمل أي إجابة شافية وهذا مما يُؤسف له: 1- بالنسبة للردود التي أرسلتُها إليك جوابًا عما ذكرتَه فيما يتعلق بآية التطهير فهي ليست منقولة عن ابن تيمية كما توهمت ولا عن غيره وهبْ أنها كذلك – وليست كذلك – فأين أجوبتكم؟! ولكن حيث لا يوجد لديك أيّ دليل مقبول تثبت به نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسنين (عَلَيْهِم السَّلامُ) فقد هربت من الدليل العقلي الواضح والسياق القرآني الصادح والتجأت إلى قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ …) وظننتَ أنّ هذا ينفعك وهو لا ينفعك لأنك مأمورٌ بالردّ إلى الله أولاً (أي إلى كتابه) وصريح القرآن يثبت نزولها في نساء النبي خاصّة ولا مجال لتوجهها إلى غيرهن. وهكذا لم تستطع أن تردّ معارضة أحاديث الكساء لصريح القرآن بأيِّ دليلٍ كما لم تستطع أن تحلَّ الإشكال العويص الذي وقعتم فيه من استلزام الإرادة التكوينية في الآية للجبر فتركته دون جواب كما تركت غيره وهكذا صرتم في تخبطاتكم لا تخرجون من إشكال حتى تقعون في آخر. ومن الواضح عندي أنكم ابتعدتم عن العقل والمنطق واتبعتم الغلاة في أقوالهم وأفكارهم الغريبة التي نسبوها إلى الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) كذبًا وزورا. 2- وحين عرضتُ عليك المستفاد من أحاديث التقية التي أمر الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) بها شيعتهم لم تُجب على شيءٍ كما هي عادتُك ثمّ سألتَني لماذا قُتِلَ الأئمة؟ ومَنْ قَتَلهم؟ ولا أدري هل تريد من سؤالك هذا أن تقول: أنّ الأئمة لم يلتزموا بالتقية التي أمروا شيعتهم بها؟ وأينَ أنت عن الروايات المحمولة على التقية عندكم؟ ولكني سُأجيبك عن سؤاليك: الذي جاء في التاريخ أنَّ من قتل الأئمة هم حُكّام الجور والملوك الظالمون قتلوهم خوفًا على حُكمهم ؛لأنَّ الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) كانوا يُشَكّلون خطرًا على مُلكهم حسب تقدير أولئك الظالمين. ولكنَّ السؤال الذي يجب أن يُطرَح هنا هو: لماذا كان الحكام يخافون على ملكهم من الأئمة الطيبين الطاهرين والحال أنَّ هؤلاء الأئمة لم ينازعوهم في شيء من ذلك ولا دعا أحدهم إلى نفسه ولا استجاب إلى أحدٍ ممن دعاهُ إلى ذلك؟! إنَّ سبب ذلك – فيما أرى – هو ترك الشيعة للعمل بالتقية الواجبة؛ تعال واقرأ معي من مروياتكم: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ» قَالَ: «أَمَا وَاللّهِ، مَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، وَلكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ، وَأَفْشَوْا عَلَيْهِمْ، فَقُتِلُوا» وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، قَالَ: «مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا شَيْئاً مِنْ أَمْرِنَا، فَهُوَ كَمَنْ قَتَلَنَا عَمْداً، وَلَمْ يَقْتُلْنَا خَطَأً». وعن أبي عبد الله (عَلَيْهِ السَّلامُ) وتلا هذه الآية: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” قال: واللهِ ما قتلوهم بأيديْهم ولا ضربُوهم بأسيافِهم ولكنهم سمعُوا أحادِيثهم فأذاعُوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً واعتداءً ومعصية. وعن أبي عبد الله (عَلَيْهِ السَّلامُ) قال: ما قتَلنَا من أذَاعَ حَديثَنا قتْلَ خَطأٍ ولكنْ قتلَنا قتلَ عَمْدٍ. ثم اسْأل نفسَك: ما الأمر الذي حرّمَ الأئمة عليكم إذاعته؟ وهل التزمتم به أم لا؟! تعرف من قتل الأئمة ولماذا قتلهم. 3- وسألتُك أن تكتب إليَّ قائمة بضلالات أهل السُّنة الموجبة للضلال ودخول النار فلم تكتب لي شيئًا – كما هي عادتك – واكتفيت بذكر حديثين لم أكن أجهلهما وليس فيهما جواب ما سألتُك عنه؛ لأني أتصور أنّ الفائدة المرجوة من ولاية أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) هي في الواجبات والمحرمات أي عدم الوقوع في محذور شرعي يوجب الشقاء في الدُّنيا والنار في الآخرة. ولكنّ الذي أراه أنَّ الواجبات والمحرمات عند الشيعة هي نفسها عند السنة والاختلاف بينهما هو كالاختلاف بين الشيعة مع بعضهم والسنة مع بعضهم. وها هنا سؤال لكم يا من تدّعون أنّكم أتباع أئمة أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ): إنكم تدّعون اتّباعكم لأئمة أهل البيت؛ فما الذي يُميّزكم عن غيركم من المسلمين باتباعكم لهم؟ أخبروني عمّا يميّزكم: أهو التطبير وسائر شعائركم التي شوّهت صورة مذهبكم؟ أم هو اللَّطمُ والبكاءُ ومجالس العزاء الذي لا يُقرّه العقل وتضحك منه الثكلى وأصبح الشيعة في نظر الناس من الحمقى؟ أم هو الجزع على الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) الأمر الْمُبْتَدَع في الدّين؟ أم هو اللعن والبراءة لإخوانكم المسلمين من كان منهم حيًّا والميتين؟ أم هو مجرّد ادّعائكم بانتسابكم في مذهبكم إلى الأئمة الطيبين الطاهرين الذي لا يكفي وحدَه شرفًا ومزيّة مع مخالفتكم الواضحة لمنهجهم (عَلَيْهِم السَّلامُ)؟ إنني لا أرى لدى الشيعة أي ميزة حقيقيّة تُميّزهم عن سائر المسلمين فإن كان عندك شيءٌ فهاته.

مشاهده پاسخ »

* سماحة آية الله السيّد علي الميلاني – حفظه الله – قرأتُ لكم بحثًا حول آية التطهير تحاولون من خلاله إثبات نزولها في الخمسة أصحاب الكساء (عَلَيْهِم السَّلامُ) وأرجو أن تسمحوا لي في مراجعتكم فيما ذكرتم بالردّ والنّقد العلمي: (أولا): إن آية التطهير ليست آية كاملة بل هي جزء من آية، جاءت في سياق خطاب نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ؛ والصحيح أنها نازلة في نساء النبيّ خاصة بصريح القرآن، ولا علاقة لها بعليٍّ وفاطمةَ وحَسنٍ وحُسين (عَلَيْهِم السَّلامُ)، وتغيّر الضمير هو لدخول النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ معهنَّ، والإرادة تشريعيّة، و(إنما) تعليلية لحصر الهدف من التشريع لا لحصر المستهدَف، وتغير الضمير لا يخرج الآية عن سياقها أو مدلولها. (ثانيًا): الردّ على ما ذكره آية الله السيّد عليّ الميلاني: 1- (مقتضى سياق الاية): قال آية الله السيد علي الميلاني: عندنا اصطلاح في علم الاُصول، يقولون: بأنّ السياق قرينة في الكلام، أي أنّه متى ما أردنا أن نفهم معنى كلام أو معنى كلمة، نراها محفوفةً بأيّ كلام، وفي أيّ سياق، فالألفاظ التي تحفّ بهذه الكلمة، والسياق الذي جاءت الجملة في ذلك السياق، يكون معيناً لنا أو معيّنا لنا على فهم المراد من تلك الكلمة أو الجملة، هذا شيء يذكرونه في علم الاصول، وهذا أيضاً أمر صحيح في مورده ولا نقاش فيه. إلاّ أنّ الذين يقرّرون هذه القاعدة، ينصّون على أنّ السياق إنّما يكون قرينة حيث لا يكون في مقابله نصّ يعارضه، وهل من الصحيح أن نرفع اليد عمّا رواه أهل السنّة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي سننهم وفي تفاسيرهم، عن اُمّ سلمة وعن عائشة وعن غيرهما من كبار الصحابة: أنّ الاية مختصّة بالنبيّ وبالأربعة الاطهار من أهل البيت، نرفع اليد عن جميع تلك الاحاديث المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين، لأجل السياق وحده، حتّى ندّعي شيئاً لاُمّ سلمة أو لعائشة، وهنّ ينفين هذا الشيء الذي نريد أن ندّعيه لهنّ ؟! [الجواب]: ما أكثر تعلّقكم بالأحاديث وإعراضكم عن القرآن! فقد كان من الواجب عليكم أولاً أن تفهموا القرآن من خلال القرآن وسياق الكلام والقرائن المحيطة بجوّ الآية ثم تردّوا أحاديث الكساء جميعها لمعارضتها القرآن، لا أن تقدّموا هذه الأحاديث لتخرجوا جزءًا من الآية عن سياقه ومدلوله فتجعلونه نصًّا مُقحمًا بلا وجهٍ معقول ولا قرينة مقبولة مما يحدث خدشًا صارخًا في البلاغة القرآنية. أمّا أحاديث الكساء فباطلة موضوعة مكذوبة بأجمعها ولا قيمةَ لتواترها مع معارضتها القرآن. ثمَّ إنّ من يريدُ تعريفَ الناس بأهل بيته لا يختبئ في دار أم سلمة ثمّ يخفي نفسه وأهله تحت الكساء لئلا يراهم أحد ويقول: (اللهم هؤلاء أهل بيتي …) بل يخرج إلى الناس مُعرفًا بهم. 2- قال آية الله السيد علي الميلاني: … الارادة تارةً تكوينيّة وأُخرى تشريعيّة، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّة وإرادة تشريعيّة، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً. لكن المراد من «الارادة» في الاية لا يمكن أن يكون إلاّ الارادة التكوينيّة، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت، سواء كان المراد من أهل البيت هم الاربعة الاطهار، أو غيرهم أيضاً، الارادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد، الارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف، أو يريد أن لا يفعله المكلّف، هذه الارادة التشريعيّة، أي الأحكام، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين، لا معنى لان تكون الارادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة، إذ ليس هناك تشريعان، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين، فالإرادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة . (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) و (الرجس) إذا رجعنا إلى اللغة، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب، (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)، أي إنّما يريد الله بالإرادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً، فهذا يكون محصّل معنى الاية المباركة. [الجواب]: لقد تكلّف هؤلاء القوم في إثبات هذا المعنى الساقط الذي لا يوجد إلا في مخيّلتهم فلا أحد يفهم من الحصر في الآية ما ذكروه من الاختصاص بل هو معنى غير واردٍ أصلا؛ فكلّ من يقرأ الآية مهما كان مستواه العلمي يفهم المعنى التالي: يقول تعالى مخاطبًا أزوج النبيّ: والْزَمْنَ بيوتكن, ولا تخرجن منها إلا لحاجة مشروعة, ولا تُظهرن محاسنكن, كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى سابقًا, وأدِّين – يا نساء النبيّ – الصلاة كاملة في أوقاتها, وأعطين الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في أمرهما ونهيهما, إنما أوصاكن الله بهذا؛ ليزكيكنَّ, ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر يا أهل بيت النبي (أي زوجاته), ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة. هذا هو معنى الآية كما يفهمه الجميع وتغيّر الضمير لا يخرج المقطع عن سياقه ومدلوله وإلا سقط بلاغيًّا. فالإرادة هنا تشريعية والحصر في الآية لا يدلّ على اختصاص ولا أحد يفهم هذا المعنى الذي ذكروه بل هو معنى غير وارد مطلقًا؛ فإنّا لله وإنا إليه راجعون. (مثال توضيحي) (ومن المعضلات توضيح الواضحات): لو سمع الناسُ شخصًا ينصح أحد أبنائه قائلا: (لا تغضب لا تيأس لا تستعجل؛ فإنما أريد لك الخير والصلاح). فمع أنَّ الخطاب موجّه لأحد الأبناء ولكنَّ أحدًا من الناس لا يفهم من كلمة (أنما) هنا أنَّ هذا الأب الناصح قد حصر وقصر إرادته الخير والصلاح لهذا الولد وحده دون أبنائه الآخرين أو الأشخاص الآخرين لمجرّد خطابه هذا ولكن لما كان الكلام مُوجّهًا لهذا الابن جاز أن يعلل له نصحه ويحصره في هدف واحد وهو أنَّ سبب نصحه له إرادة الخير له مع عدم امتناعها عمّن سواه. فمن أين فهم هؤلاء القوم أنَّ الحصر في الآية دالٌّ على ما ذكروه من معنى لا يخطر في ذهن أحد. 3- (الارادة التكوينية والجبر) قال آية الله السيد علي الميلاني: ويبقى سؤال: إذا كانت الارادة هذه تكوينيّة، فمعنى ذلك أن نلتزم بالجبر … وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه: إنّ الله سبحانه وتعالى لمّا علم أنّ هؤلاء لا يفعلون إلاّ ما يؤمرون، وليست أفعالهم إلاّ مطابقةً للتشريعات الالهيّة من الافعال والتروك، وبعبارة أُخرى: جميع أفعالهم وتروكهم تكون مجسّدة للتشريعات الالهيّة، جميع ما يفعلون ويتركون ليس إلاّ ما يحبّه الله سبحانه وتعالى أو يبغضه ويكرهه سبحانه وتعالى، فلمّا علم سبحانه وتعالى منهم هذا المعنى لوجود تلك الحالات المعنويّة في ذواتهم المطهّرة، تلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي، جاز له سبحانه وتعالى أن ينسب إلى نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم . وهذا جواب علميّ يعرفه أهله ويلتفت إليه من له مقدار من المعرفة في مثل هذه العلوم، والبحث لغموضه لا يمكن أن نتكلّم حوله بعبارات مبسّطة أكثر ممّا ذكرته لكم … [الجواب]: أولا: هذه ليست شبهة بل هي حقيقة واقعة فالقول بأنّ الإرادة في آية التطهير تكوينيّة يعني الالتزام بمنطق الجبر الباطل. ثانيا: بالنسبة لجوابهم عن هذا الإشكال: إن كان المراد منه أنّ الولاية المرتبطة بتكليف الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) هي ولاية تشريعيّة فلما علم الله أنَّ أفعالهم وتروكهم ستكون مطابقةً للتشريعات الالهيّة حوّلها سبحانه من ولاية تشريعية إلى ولاية تكوينية. فإن كان هذا المعنى هو المقصود من هذا الجواب فحيث علم الله من هؤلاء أنّهم لا يريدون لأنفسهم إلاّ الطاعة والعبودية، تعلقت إرادته التكوينية بهم فطهّرهم من كلّ رجس، فعِلمه بهم منشأ لهذه الإرادة التكوينية, فهذا الجواب لا ينفي إشكالية الجبر بل يرسّخها ويظل الإشكال قائمًا. أمّا إذا كان المقصود من جوابهم هذا أنّ الولاية المرتبطة بتكليفهم (عَلَيْهِم السَّلامُ) هي ولاية تشريعية فلما علم الله منهم طاعتهم المطلقة عبّر عن هذه الإرادة التشريعية بالإرادة التكوينية تعبيرًا مجازيًّا أو نسبها إلى نفسه بالإرادة التكوينية نسبةً مجازيّة. ومن المعلوم أنَّ التعبير المجازي عن الشيء لا يُغيّر من حقيقته فإن كانت الولاية تشريعية بقيت كما هي والتعبير عنها بالتكوينية مجازا لا يحولها إلى تكوينية حقيقة فلا ينفي هذا الجواب إشكاليّة الجبر بل لا علاقة له بأصل الإشكال. وهكذا ترى أنَّ جوابهم هذا ليسَ جوابًا علميًّا ولا منطقيًّا بل هو أقربُ إلى الهذَيَان لذلك لم يُقبَل من بعضهم فبحثوا عن جوابٍ غيره وتعددت الأجوبة غير المقنعة ولذلك أيضًا أعرض عنه الشيخ الفاضل اللنكراني في بحثه حول آية التطهير واتّجه اتجاهًا آخر يخرج الآية من هذا الإشكال العويص لكنه لم يستطع.

مشاهده پاسخ »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرات كلاما لابن تيمية اللعين يحاول فيه التقليل من قيمة كلام النبي صلى الله عليه واله حول علي عليه السلام حين قال (انت مني وانا منك) فهو يقول ان النبي قال هذا الكلام لكثير من المسلمين منهم شخص يدعى جلبيب حيث قتل سبعة من المشركين واستشهد فلما رآه النبي قال عنه (هو مني وانا منه) ويقول بما ان جلبيب لايمكن ان يساوي النبي فكذلك علي ايضا لايساوي النبي حسب هذا الحديث. اجيبونا افادكم الله

مشاهده پاسخ »

نقول ان الامام علي ع هو نفس النبي محمد ص في اية المباهلة بدليل قول القران (وانفسنا وانفسكم)…ولكن هذه الشبهة ترد علينا بايات اخرى مثل : (( لَقَد مَنَّ اللّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِّن أَنفُسِهِم… )) وايضا : (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) فهل يعني هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفس الصحابه كلهم ؟ فلماذا تقولون ان الامام علي نفس النبي ص؟ ارجوا الرد بالتفصيل والرد الجزيل او ارشادنا الى كتاب فيه الرد القوي وجزاكم الله خيرا.

مشاهده پاسخ »

بسم الله الرحمن الرحيم جناب العالم الديني الكبير اية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارفع الى مقامكم العالي السؤال الاتي سوالى حول ما ذكره العلامة المحقق السيد عبد الحسين احمد الاميني النجفي في موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والادب ج1 ص 661 -مفاد حديث الغدير –القرائن المعينة متصلة ومنفصلة القرينة الحادية عشر – جاء في أسانيد متكثرة التعبير عن موقوف يوم الغدير بلفظ النصب فمر ص 57 عن عمر بن الخطاب نصب رسول الله عليا علما و 165 عن علي عليه السلام أمر الله نبيه – ينصبني للناس وفي قوله الآخر في رواية العاصمي كما تأتي نصبني علما ومر ص 199 عن الإمام الحسن السبط أتعلمون أن رسول الله نصبه يوم غدير خم وص 200 عن عبد الله بن جعفر ونبينا قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وص 208 عن قيس بن سعد نصبه رسول الله بغدير خم وص 219 عن ابن عباس وجابر أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولايته وص 231 عن أبي سعيد الخدري لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية فإن هذا اللفظ يعطينا خبرا بإيجاد مرتبة للإمام عليه السلام في ذلك اليوم لم تكن تعرف له من قبل غير المحبة والنصرة المعلومتين لكل أحد والثابتتين لأي فرد من أفراد المسلمين .. ]. ويذكر في القرينة الثالثة عشر ص662 ما أخرجه شيخ الاسلام الحمويني في فرايد السمطين عن أبي هريرة قال لما رجع رسول الله عن حجة الوداع نزلت آية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك الآية ولما سمع قوله تعالى والله يعصمك من الناس اطمئن قلبه ( إلى أن قال بعد ذكر الحديث ) وهذه آخر فريضة أوجب الله عباده فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت قوله اليوم أكملت لكم دينكم الآية]. يعطينا هذا اللفظ خبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله صدع في كلمته هذه بفريضة لم يسبقها التبليغ ولا يجوز أن يكون ذلك معنى المحبة والنصرة لسبق التعريف بهما منذ دهر كتابا وسنة فلم يبق إلا أن يكون معنى الإمامة الذي أخر أمره حتى تكتسح عنه العراقيل وتمرن النفوس بالخضوع لكل وحي يوحى فلا تتمرد عن مثلها من عظيمة تجفل عنها النفوس الجامحة وهي الملائمة لمعنى الأولى ]. العلامة الاميني يستبعد ان يكون معنى الامامة هنا المحبة والنصرة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله صدع في كلمته هذه بفريضة لم يسبقها التبليغ ولا يجوز أن يكون ذلك معنى المحبة والنصرة لسبق التعريف بهما منذ دهر كتابا وسنة و اللفظ يعطينا خبرا بإيجاد مرتبة للإمام عليه السلام في ذلك اليوم لم تكن تعرف له من قبل ]. فالنتيجة تكون فإن كانت الإمامة الثابتة لمولانا امير المؤمنين في حادثة الغدير لم يعرف المسلمون ثبوتها له قبلها فهذا نسف ونقض لكل الادلة من القرآن والسنة – بما فيها حديث الدار وآيتي إطاعة أولي الأمر واية الولاية – وانها ما كانت نصاً وبلاغاً من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم على أمر الإمامة قبل حادثة الغدير كما اثبت ذلك العلامة محمد رضا المظفر في كتاب عقائد الامامية ص 75 فقرة 29 عقيدتنا في ان الامامة بالنص –( ومن اول مواطن النص على امامته قوله صلى الله عليه واله وسلم حينما دعا اقربائه الادنين وعشيرته الاقربين فقال هذا اخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له واطيعوا ) وهو صبي لم يبلغ الحلم وكرر قوله له عدة مرات – انت مني بمنزله هارون من موسى الا انه لانبي بعدي – والاية الكريمة التي دلت على ثبوت الولاية العامة من سورة المائدة ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) وكذلك فرضت على المسلمين طاعتة بالاية المباركة (يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول والي الامر منكم ) ارجو من سماحة المرجع الديني الاجابة وحل الاشكال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاهده پاسخ »

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة اية الله العلامة السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الى سماحتكم السؤال الاتي سؤالي حول الاية القرأنية المباركة اية 124من سورة البقرة قوله عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم ( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ) علمائنا الكبار اصلوا في هذا الموضوع في الاستدلال على امامة اهل البيت عليهم السلام ان الإمامة والنبوة تكون من الله عزوجل بالتفضل دون الاستحقاق كما روي الشيخ الكليني في ( أصول الكافي ) ( 1 / 201 ) عن الامام الرضا عليه السلام في كلامه عن الإمامة يؤيد كونها بالتفضل وليس بالكسب قوله -الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ يذكر الشيخ المفيد في كتابه ( أوائل المقالات ص 64 [ القول في الإمامة أهي تفضل من الله – عز وجل – أم استحقاق وأقول إن تكليف الإمامة في معنى التفضل به على الإمام كالنبوة على ما قدمت من المقال ) 1-يذكر السيد المرتضى –في كتاب ( الشافي في الإمامة ) ( 2 / 46 ) [ والقول في الإمامة على هذا الوجه كالقول في الرسالة وأنها غير مستحقة ( 1 / 327 ) [ ونحن وإن لم نقل في الإمامة أنها مستحقة بأعمال متقدمة على الوجه الذي رغبنا عنه 2-آية الله السيد محمد باقر الصدر في كتابه (الإسلام يقود الحياة ) ص173-174 [ والمرجع هو الإنسان الذي اكتسب بجهد بشري ومعاناة طويلة الأمد استيعاباً حياً وشاملاً ومتحركاً للإسلام ومصادره … ومن هنا كانت المرجعية مقاماً يمكن اكتسابه بالعمل الجاد المخلص لله سبحانه وتعالى خلافاً للنبوة والإمامة فإنهما رابطتان بين الله تعالى والإنسان النبي أو الإنسان الإمام ولا يمكن اكتساب هذه الرابطة بالسعي والجهد والترويض وكثير من العلماء ايضا اصلوا بأن النبي إبراهيم عليه السلام قد استحق نيل الإمامة بعد قيامه بالأعمال التي كلفه الله تعالى بها نالها بعد الابتلاء ويثبت الشيخ المفسر أبو علي الطبرسي في تفسيره ) مجمع البيان ) ( 1 / 375 ) عن رئيس المحدثين الشيخ الصدوق قوله [ وقال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ولقوله تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) وجه آخر فإن الابتلاء على ضربين أحدهما مستحيل على الله تعالى والآخر جائز فالمستحيل هو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا ما لا يصح لأنه سبحانه علام الغيوب والآخر أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة إلا إلى الكافي المستقل بها الذي كشفت الأيام عنه ] كما يتفق معة اية الله السيد عبد الأعلى السبزواري قدس سره في تفسيره ( مواهب الرحمن ) عند كلامه عن الآية [ إذ الظاهر أن الجعل تعلق بأمر جديد وكان بعد خروجه عن الامتحان والاختبار … وإنما بدأ سبحانه وتعالى في ذكر قصة إبراهيم عليه السلام بذكر الابتلاء والامتحان إعلاماً لخلقه بأن الأنبياء والأوصياء إنما وصلوا إلى مراتبهم العالية بالاختبار والامتحان وإن إبراهيم ( ع ) قد خرج عن هذا الابتلاء والامتحان بأحسن وجه وبان فضله وكماله بإتمام ما كلفه الله سبحانه وتعالى به) فهنا السؤال هنالك تناقض صارخ بين إمامة النبي إبراهيم عليه السلام التي كانت مستحقة بأعمال قام بها وبين إمامة اهل البيت سلام الله عليهم التي نالوها من الله عزوجل بالتفضل وليس بالاستحقاق بأعمال متقدمة الآية تثبت للنبي براهيم علية السلام إمامة لا تمت إلى امامة الائمة الاثني عشر من اهل البيت سلام الله عليهم بصلة من لا قريب ولا من بعيد بل هي مغايرة لها تمام المغايرة فلماذا الاستشهاد بهذة الاية الكريمة على امامة اهل البيت عليهم السلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مشاهده پاسخ »

بسم الله الرحمن الرحيم جناب العالم الديني السيد اية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجوا لكم دوام الصحة والتوفيق لما فيه الخير والصلاح الى حضرتكم السؤال التالي ونامل من سماحتك الاجابة والتوضيح الشيخ الكبير محمد بن الحسن الطوسي يذكر في كتاب الغيبة ص12-13 ان الذي هو لطفنا من تصرف الامام وانبساط يده لايتم الا بأمور ثلاث احداهما يتعلق بالله وهو ايجادهوالثاني يتعلق به من تحمل اعباء الامامة والقيام بها والثالث يتعلق بنا من العزم على نصرته ومعاضدته والانقياد له فوجوب تحمله عليه فرع على وجوده لانه لايجوز ان يتناول التكليف المعدوم فصار وجوب نصرته علينا فرعا لهذين الاصلين لانه انما يجب علينا طاعته اذا وجد وتحمل اعباء الامامة وقام بها ويذكر في صفحة 90في جوابه عن عله الاستتار مولانا المهدي عليه السلام ( فان قيل اذا كان الخوف احوجه الى الاستتار فقد كان اباؤه عليهم السلام عندكم على تقيه وخوف من اعدائهم فكيف لم يستترواقلنا ما كان على ابائه عليهم السلام خوف من اعدائهم مع لزوم التقية والعدول عن التظاهر بالامامة ونفيها عن نفوسهم وامام الزمان عليه السلام كل الخوف عليه لانه يظهر بالسيف ويدعوا الى نفسه ويجاهد من خالفه عليه )فالحقائق التى اروردها الشيخ الطوسي 1-تكليفنا بوجوب طاعة الائمة عليهم السلام وتمكينهم متوقف على قبولهم لتكليف الامامة والقيام بأعبائها 2- ان الائمة المتقدمين الاحد عشر صلوات الله عليهم لزموا التقية وعدلوا عن التظاهر بالامامة ونفوها عن انفسهم فتكون النتيجه ان يسقط حقنا في التكليف المترتب وهو طاعة الامام وتمكينه والانقياد اليه ونصرته وهذا يتناقض مع اصول الامامة وثوابتها ويهد اعتقادنا بالمذهب الحق افيدونا ببركات علمكم والسلام عليكم

مشاهده پاسخ »

يعترض علينا المخالفون باعتراضين: الاولى: ان جملة من الاثار التي تستدلون بها على مرجعية اهل البيت-صلوات الله وسلامه عليهم- والتي هي من طريق اهل السنة لم تثبت بالقطع واليقين لاسيما حديث الثقلين بصيغة(كتاب الله وعترتي….مان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا),وانتم تشتطرون العلم واليقين في معرفة الامام. الثاني: ان الاثار التي ترونها عن ائمتكم -ع- والتي تقولون باستغنائكم بسببها عن روايات الاخرين في اثبات حقانية مذهبكم مقطوعة الاسناد فهي تنتهي الى الصادقَين -ع- ولاتصل الى رسول الله -ص- فحكمها حكم الحديث المرسل وهو ليس بحجة. فكيف يتم رد كلامهم جزاكم الله خير جزاء المحسنين؟

مشاهده پاسخ »

سماحة العلامة المحقق السيد الميلاني دامت بركاته كثيرا ما أثار اهل السنة شبهة في وجه دلالة النصوص النبوية على أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لها تقريبات واشكال مختلفة وهي : ان هذه الاحاديث لو كانت للنص على خلافته كما تقوله الشيعة ، فلماذا لم يحتج بها اصحابه أو باقي المسلمين في اجتماع السقيفة ؟ هل يعقل ان تغيب هذه النصوص بأجمعها عن اهل السقيفة فلا يوجد لها عين ولااثر؟ مع ان المنطق الغالب في السقيفة كان منطقا عشائريا بحتا(نحن اولياء الرسول وعشيرته) ؟ اذا كان خوف الانصار من قريش التي وتروها وفعلوا بها مافعلوا يعد مسوغا كافيا لان يجتمعوا خلسة لاستباق قريش في امر الخلافة فما هو المبرر لتخوفهم من علي -عليه الصلاة والسلام- مع ان الثابت تأريخيا انهم كانوا انصاره ومؤيديه في صراعه مع قريش؟ من هنا كيف نفسر عدم ردهم الخطاب القرشي العشائري السابق قائلين:( ان الاولى بها هو علي -ع- لانه الامس برسول الله -ص- رحما والمعيّن لها وفي نصوص عديدة)؟ لاننا مهما اختلفنا في شيئ لا نختلف ان عليا -ع- هو الاقرب لنفوس الانصار والاجدر لرفع مخاوفهم التي على اساسها عقدوا اجتماعهم من ابي بكر وعمر وابي عبيدة الحفار؟

مشاهده پاسخ »