النظر فيه

أقول:
قد وقع الخلط في كلامه بين الموضوع والحكم، لأنّ كلامنا الآن في معرفة «المثلي»، وأمّا حكم المثلي المشترك بين اثنين فخارج عن البحث. إن «المثلي» عبارة: عمّا يندرج مع مماثله تحت عنوان واحد وكانت المماثلة بقول مطلق، أي في جميع الخصوصيّات الدخيلة في الرّغبة، فالتعريف يشمل الأشياء المصنوعة، أمّا إذا كانت مشتركةً ـ بأنّ كانت المادّة لشخص والهيئة لآخر ـ فذاك لا يخرجه عن التعريف، بل يتعلّق بالحكم، وهو غير ما نحن فيه.
كما أنّ ما ذكره أوّلاً من أنه يعتبر أن يكون الشيء كثير الوجود، فلو كان عزيزاً واستلزم أداؤه الضّرر فهو قيميّ وليس بمثلي، ليس في محلّه، فإنّ عزّة الوجود لا يخرجه عن المثليّة، نعم، هل يجب عليه تحصيله بأيّ ثمن أوْلا؟ فهذا حكمٌ آخر وليس الكلام فيه.
إذن، فالقيدان الأوّل والرّابع، يتعلّقان بما هو خارج عن البحث، فلا يعتبران في تعريف المثليّ، وأمّا الثاني والثالث، فمذكوران في تعريفنا.
والحاصل: إن المصنوعات اليدوية أو بالآلات، مثليّة، والدراهم والدنانير المسكوكات كذلك، والرطب والعنب مثليّان لأن أفراد كلّ منهما ـ حالكونها جديدةً سالمةً ـ تندرج تحت جامع واحد، وأمّا حالكونها رديئةً غير مرغوب فيها، فلها جامع آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *