الأمر الثالث
إنّ العلم المعتبَر في حكم العقل بوجوب الانبعاث ، أي وجوب الطاعة وحرمة المعصية ، لابدّ وأنْ يكون تمام الموضوع ، صادف الواقع أو لا ، ضرورة أنه لو كان موضوعه خصوص العلم المصادف للواقع ، لكان إحراز المصادفة التي هي الجزء الآخر للموضوع لازماً في حكمه بوجوب الإنبعاث ، وعليه ، فلا يجب امتثال التكليف الواصل من قبل المولى أصلاً ، لأن كلّ تكليف واصل فيحتمل كونه مخالفاً للواقع ، وهذا يستلزم أنْ لا يحكم العقل بالانبعاث أصلاً … فالموضوع للحكم العقلي ليس إلاّ العلم والإحراز .
![](https://al-milani.com/wp-content/uploads/2023/04/site-title.png)
Menu