سماحة آية الله السيد علي الميلاني – حفظه الله – السلام عليكم: يُقال أنه لا توجد لدى الشيعة ولا رواية واحدة صحيحة تثبت أنَّ الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) كانوا يزورون الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) في كربلاء؛ أو أنّ أحدَهم لم يزر كربلاء أصلا لهذا الغرض. فهل هذا صحيح؟ فعلى الرغم من كثرة الروايات التي تحث على زيارة الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) وتؤكد على ذلك وتذكر لها من الفضائل ما يفوق التصوّر. لكنني لم أسمع إلى الآن أنَّ أحدًا من الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) توجّه لزيارة الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) إلا ما ذُكِر عن زيارة الإمام زين العابدين (عَلَيْهِ السَّلامُ) يوم الأربعين وهي غير ثابتة وقد ردَّها كثير من علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين. وعليه فإنّ زيارة الحُسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) في كربلاء بدعةٌ ابتدعها غلاة الشيعة ووضعوا الأحاديث المختلقة في فضلها وبالغوا في ذلك كثيرا. والدليل على ذلك إنَّ أحدًا من أئمة أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) لم يزر الحُسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) ولم يَزر كربلاءَ أصلا. وأنَّ الإمام عليّ الهادي (عَلَيْهِ السَّلامُ) عاشَ في سامِراء ستةَ أشهرٍ في فُسحة من أمره تحت حكم المنتصر بالله بإجماع المؤرخين فلم تذكر رواية واحدة صحيحة أنّه توجّه لزيارة الحسين مع قُربه منه وعلاقته الطيبة مع المنتصر وقد صادفت تلك الستة الأشهر شهر المحرم وشهر صفر لأنّ المنتصر بالله بويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه المتوكل في 4 شوال سنة 247هـ. وتوفي في يوم الأحد الموافق 25 ربيع الأول سنة 248 هـ. والإمام موسى الكاظم عاش خمسين سنة لم يُسجن خلالها إلا عام 179 ه. وتوفي سنة 183 ه. معناه لبث في السجن (5) سنوات فقط وخلال خمسين سنة لم تذكر المصادر رواية واحدة صحيحة في أنه زار الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) وهكذا باقي الأئمة لم يكونوا طوال حياتهم في تقيّة وتضييق ومع ذلك لم يؤثر عنهم في روايات صحيحة مؤكّدة تثبت أنهم كانوا يزورون الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) فلو كان لهذه الزيارة هذا الفضل الخيالي المذكور لما تخلّف أحدٌ من الأئمة الطيبين الطاهرين عن زيارته. فأسعفوني بالروايات الصحيحة الصريحة الثابتة المؤكّدة التي تنصّ على قيام الأئمة (عَلَيْهِم السَّلامُ) بزيارة الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) في كربلاء.

بسمه تعالى
السلام عليكم
إنه يجابُ عن هذا الكلام بوجوه منها مايلي:
الأول: لو سلّمنا أنّ الأئمة حتى الامام زين العابدين ـ عليهم السلام ـ لم يزوروا الإمام أبا عبدالله سيدالشهداء عليه السلام، وأن روايات زيارته كلّها مكذوبة، فهل كانوا يتشوّقون لزيارته أو كانوا كارهين لها؟ لا يقول مسلم عاقل كانوا كارهين، إذنْ، فقد منعهم من ذلك مانعٌ، وهل كان المانع من المحبّين؟ لا. فالمانع عن ذلك ما لا قوة من الحكّام الظالمين. والثاني: إنّ من الأئمة من حال الحكّام الظالمون دون زيارتهم لبيت الله الحرام، فهل يقول مسلم عاقل أنه كان يكره الحج، وأنّ ما ورد عنهم من الترغيب في الحج والحثّ عليه موضوع؟. وثالثاً: لو لم يرد خبرٌ في زيارة رسول الله قبر عمّه حمزة وشهداء اُحد مع كونه في المدينة والتمكّن من ذلك متى ما أراد، فهل معنى ذلك أنه كان لا يحبّ زيارتهم؟
أرجو منكم التفكّر قليلاً وترك ما قيل ويقال وقد قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
8691
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *