الدليل الثامن

(8)
إن الأمر بالصّلاة قد جاء ـ في الأغلب كما ذكرنا من قبل ـ في حديث عائشة، وهي من ألدّ خصوم علي عليه السّلام من جهة، وابنة أبي بكر من جهة أخرى، فهي متهمة في نقل مثل هذه القضيّة.
وقد وجدنا عائشة تستسلم إلى العاطفة في موارد كثيرة جدّاً من سيرتها، سواء في حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أم بعدها . . .
فقد تواطأت مع حفصة أن أيتهما دخل عليها صلّى الله عليه وآله وسلّم فلتقل: «إني لأجد منك ريح مغافير»(1) وذلك ليمتنع عن أن «يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلاً»(2).
وأخبرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغير ما رأت في قصة ارساله إياها لتطلع على امرأة من كلب خطبها، فقد ذكرت أنه قال لي: «كيف رأيت؟ فقلت: ما رأيت طائلاً، فقال: لقد رأيت خالاً بخدّها اقشعر كلّ شعرة منك على حدة، فقلت: ما دونك سر»(3).
وقد كتمت اسم «علي» في حديثها عند خروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم معتمداً على رجلين إلى الصلاة . . . وسيأتي.
ومثل ذلك كثير يجده المتتبع لأخبارها، ولا سيما ما يتصل منها بعلي وفاطمة وخديجة عليهم السلام، وما يتعلّق بالخلافة وشؤونها . . .

(1) جمع مغفور، وهو صمغ كريه الرّائحة.
(2) يراجع تفسير سورة التحريم في كتب التفسير، وأيضاً كتاب الطلاق من الصحيحين . . .
(3) طبقات ابن سعد 8 / 161، كتاب النساء من عيون الاخبار 19، وكذا في كنز العمال 12 / 418 مع اختلاف يسير في النسخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *