تخريج الحديث التاسع

الحديث التاسع
عن عبداللّه بن الحارث، عن ابن عباس، عن علي قال لما نزلت: (وَأَنْذِرْ عَشيرَتَكَ اْلأَقْرَبينَ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يا عليّ اصنع رجل شاة بصاع من طعام واجمع لي بني هاشم، وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل، قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالطعام الجذعة بأدامها، ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رووا يعني من اللبن، فقال بعضهم: ما رأينا كالسحر يرون أنّه أبو لهب الذي قاله، فقال: يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واعدد قعباً من لبن قال: فقلت، فأكلوا كما أكلوا فى اليوم الأوّل وشربوا كما شربوا في المرة الأولى رأينا اليوم في السحر، فقال: يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واعدد قعباً من لبن، قال: ففعلتُ، فقال: يا علي اجمع لي بني هاشم فجمعتهم فأكلوا وشربوا، فبدرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال: أيّكم يقضي ديني؟ قال: فسكت وسكت القوم، فأعاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المنطق، فقلتُ: أنا يا رسول اللّه، قال: أنت يا علي أنت يا علي».
أقول:
ولم يتوقفوا في سند الحديث، إلاّ أنّ الهيثمي في مجمعه ـ في أحد طرق هذا الحديث ـ رمى (ضرار بن صُرد) بالضعف، وهذا مردود:
فقد قال المزّي: «روى عنه البخاري في كتاب أفعال العباد»، ثمّ ذكر أسماء الرواة عنه من كبار الأئمّة: كـ : أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبداللّه مطيّن، وأبي بكر زهير بن حرب، وحنبل بن إسحاق… وأمثالهم.
قال: «وقال أبو حاتم: صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يُكتب حديثه ولا يُحتجّ به، روى حديثاً عن معتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، في فضيلة لبعض الصحابة، ينكرها أهل المعرفة بالحديث»(1).
ولقد ذكر الذهبي بترجمة أبي حاتم الرازي أنّه إن وثّق أحداً فتمسّك بقوله(2)، وقد قال في الرجل: «صدوقٌ».
نعم، ذنبه هو روايته لمثل هذه الأحادث في فضل أمير المؤمنين عليه وآله الصّلاة والسلام؟!
وقد وجدنا بعض الإنصاف لدى الحافظ ابن حجر; لأنّه لم يورد الرجل في لسان الميزان، لكونه من رجال البخاري في كتابه أفعال العباد، وقال في تقريب التهذيب: «ضرار ـ بكسر أوّله مخفّفاً ـ ابن صرد ـ بضمّ المهملة وفتح الراء ـ التيمي، أبو نعيم، الطّحان، الكوفي، صدوقٌ، له أوهام وخطأ، ورمي بالتشيّع، وكان عارفاً بالفرائض، من العاشرة. مات سنة 29 عخ»(3).

(1) تهذيب الكمال في أسماء الرجال 13 / 304، 305.
(2) سير أعلام النبلاء 13 / 260.
(3) تقريب التهذيب 1 / 374.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *