فرع ـ هل يتحقق التحمّل لو سمعه يقول للكبير: هذا ابني، و هو ساكت؟

فرعٌ

(هل يتحقق التحمل لو سمعه يقول للكبير هذا ابني وهو ساكت؟)

قال المحقق قدّس سرّه: «لو سمعه يقول للكبير: هذا ابني وهو ساكت، أو قال: هذا أبي وهو ساكت، قال في المبسوط: صار متحملاً، لأن سكوته في معرض ذلك رضا بقوله عرفاً(1)، وهو بعيد، لاحتماله غير الرضا»(2).
قال صاحب (الجواهر): وهو جيد إن انضم إلى ذلك قرائن أفادت العلم بالحال، أما السكوت من حيث أنه سكوت، فبعيد كونه دالاً على الرضا عرفاً، بل ممنوع(3)…
أقول: والإنصاف أن مفروض المقام ليس بأقل من الشياع، بل إنه لا ينفك من العلم العادي، إلا إذا انضم إليه ما يوهنه كما لو أنكر، فما ذهب إليه الشيخ في (المبسوط) في غاية المتانة، لكنه لا يتم إلاّ على الطريقيّة، لأن السكوت في هذا الموضع طريق إلى الإقرار لا أنه مثبت للنسب.
وأما قوله: لأن السكوت في معرض ذلك رضا.
ففيه: إنه لو لم نقل بأنه إقرار، فإنه لا مدخليّة الرضا بكونه ولداً له، أو الرضا بمضمون كلامه، لثبوت النسب، ولو قال: أنا راض بكونه ولداً لي لم يثبت به النسب، فمن يقول بترتب الأثر على هذا الكلام لا يقول إلا من جهة أن كلام المدعي فيه نظير كلام ذي اليد، مع أنه بلا معارض، وسكوت الطرف في موقع الإنكار دليل على تصديق قوله، لا إنه كاشف عن الرضا.

(1) المبسوط في فقه الإماميّة 8 : 181 ، بتفاوت.
(2) شرائع الإسلام 4 : 133.
(3) جواهر الكلام 41 : 136.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *