صحيحُ النسائي

صحيحُ النسائي
هذا الكتاب الذي أطلق عليه إسم الصحيح جمع كبير من الأئمّة، كأبي علي النيسابوري وابن عدي والدارقطني والخطيب وغيرهم، ووصفه الأكابر بأوصاف جليلة… ففي كتاب (زهر الربى على المجتبى) للحافظ السيوطي، بعد كلام نقله عن الحافظ ابن حجر:
«قال الحافظ ابن حجر: وإذا تقرّر ذلك، ظهر أنّ الذي يتبادر إلى الذهن من أنّ مذهب النسائي في الرجال مذهب متسع، ليس كذلك، فكم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنّب النسائي إخراج حديثه، كما تجنّب النسائي إخراج حديث جماعة من رجال الصحيحين. فحكى أبوالفضل ابن طاهر قال: سئل سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثّقه، فقلت له: إنّ النسائي لم يحتج، فقال: يا بني، إنّ لأبي عبدالرحمن شرطاً في الرجال أشدّ من شرط البخاري ومسلم.
وقال أحمد بن محبوب الرملي: سمعت النسائي يقول: لمّا عزمت على جمع السنن، استخرت الله في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء، فوقعت الخيرة على تركهم، فتنزّلت في جملة من الحديث كنت أعلو فيها عنهم.
قال الحافظ أبوطالب أحمد بن نصر شيخ الدارقطني: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي! كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، فما حدّث منها بشيء.
قال الحافظ ابن حجر: وكان عنده عالياً عن قتيبة عنه ولم يحدّث به، لا في السنن ولا في غيرها.
وقال أبو جعفر ابن الزبير: أولى ما أرشد إليه ما اتفق المسلمون على اعتماده وذلك: الكتب الخمسة، والموطأ الذي تقدمها وضعاً ولم يتأخّر عنها رتبة، وقد اختلف العلماء فيها، وللصحيحين فيها شفوف، وللبخاري لمن أراد التفقه مقاصد جميلة، ولأبي داود في حصر أحاديث الأحكام واستيعابها ما ليس لغيره، وللترمذي في فنون الصناعة الحديثيّة ما لم يشاركه غيره، وقد سلك النسائي أغمض تلك المسالك وأجلّها.
وقال أبوالحسن المعافري: إذا نظرت إلى ما يخرجه أهل الحديث، فما خرّجه النسائي أقرب إلى الصحّة ممّا أخرجه غيره.
وقال الإمام أبو عبدالله ابن رشيد: كتاب النسائي أبدع الكتب المصنّفة في السنن تصنيفاً وأحسنها ترصيفاً، وكان كتابه جامعاً بين طريقي البخاري ومسلم، مع حظّ كثير من بيان العلل.
وفي الجملة، فكتاب السنن أقلّ الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً، ويقاربه كتاب أبي داود وكتاب الترمذي».
«وقال محمّد بن معاوية الأحمر الراوي عن النسائي: قال النسائي: كتاب السنن كلّه صحيح، وبعضه معلول إلاّ أنّه يبيّن علّته، والمنتخب المسمّى بالمجتبى صحيح كلّه.
وذكر بعضهم: أنّ النسائي لمّا صنّف السنن الكبرى أهداه إلى أمير الرملة فقال له الأمير: أكلّ ما في هذا صحيح؟ قال: لا. قال: فجرّد الصحيح منه. فصنّف له المجتبى وهو بالباء الموحّدة. قال الزركشي في تخريج الرافعي: ويقال بالنون أيضاً.
وقال القاضي تاج الدين السبكي: سنن النسائي التي هي أحد الكتب الستّة هي الصغرى لا الكبرى، وهي التي يخرّجون عليها الرجال ويعلمون الأطراف.
وقال الحافظ أبوالفضل ابن حجر: قد أطلق اسم الصحّة على كتاب النسائي أبو علي النيسابوري، وأحمد ابن عدي، وأبوالحسن الدارقطني، وأبو عبدالله الحاكم، وابن مندة، وعبدالغني بن سعيد، وأبو يعلى الخليلي، وأبو علي الخليلي، وأبو علي ابن السكن، وأبوبكر الخطيب وغيرهم.
وقال الخليلي في الإرشاد، في ترجمة بعض الرواة الدينوريين: سمع من أبي بكر ابن السني صحيح أبي عبدالرحمن النسائي.
وقال أبو عبدالله ابن مندة: الذين أخرجوا الصحيح أربعة: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وقال السلفي: الكتب الخمسة اتفق على صحّتها علماء المشرق والمغرب. قال النووي: مراده أنّ معظم كتب الثلاثة سوى الصحيحين يحتجّ به».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *