ترجمة أبي الخطّاب ابن دحية

ترجمة أبي الخطّاب ابن دحية
ولا يخفى أنّ أباالخطّاب ابن دحية من أكبر علماء القوم وأشهر حفّاظهم.
قال ابن خلّكان بترجمته:
«أبوالخطّاب عمر بن الحسن بن علي بن محمّد بن الجميل بن فَرَح بن خلف بن قَومِس بن مُزْلال بن مَلاّل بن بدر بن دِحْية بن فروة الكلبي، المعروف بذي النسبين، الأندلسي البلنسي الحافظ. نقلت نسبه على هذه الصّورة من خطّه.
كان يذكر أنّ اُمّه: أمة الرحمن بنت أبي عبدالله بن أبي البسام موسى بن عبدالله بن الحسين بن جعفر بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم، فلهذا كان يكتب بخطّه: ذوالنّسبين بين دحية والحسين، وكان يكتب أيضاً سبط أبي البسام، إشارة إلى ذلك.
وكان أبوالخطّاب المذكور من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث النبوي وما يتعلّق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيّام العرب وأشعارها، أكثر بطلب الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلاميّة، ولقي بها علماءها ومشائخها، ثمّ رحل منها إلى برّ العدوة، ودخل مراكش واجتمع بفضلائها، ثمّ ارتحل إلى إفريقيّة ومنها إلى الديار المصريّة، ثمّ إلى الشام والشرق وإلى العراق، وسمع ببغداد من بعض أصحاب ابن الحصين، وسمع بواسط من أبي الفتح محمّد بن أحمد بن المندائي، ودخل إلى عراق العجم وخراسان وما والاها ومازندران، كلّ ذلك في طلب الحديث والإجتماع بأئمّة الحديث، وأخذ عنهم، وهو في تلك الحال يؤخذ عنه ويستفاد منه، وسمع بأصبهان من أبي جعفر الصيدلاني، وبنيسابور من منصور ابن عبدالمنعم الفراوي»(1).
وقال السيوطي في (بغية الوعاة):
«عمر بن الحسن بن علي بن محمّد بن الجميل بن فرح بن دحية الكلبي الأندلسي البلنسي الحافظ، أبوالخطّاب، كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث وما يتعلّق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيّام العرب وأشعارها، سمع الحديث ورحل، وله بنى الكامل دار الحديث الكامليّة بالقاهرة، وجعله شيخاً، حدثّ عنه ابن الصلاح وغيره، ومات ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة»(2).
وقال في كتابه (حسن المحاضرة):
«ابن دحية، الإمام العلاّمة الحافظ الكبير، أبوالخطّاب، عمر بن الحسن الأندلسي البلنسي، كان بصيراً بالحديث متقناً به، له حظّ وافر من اللغة ومشاركة في العربيّة، له تصانيف، توطّن مصر وأدّب الملك الكامل، ودرّس بدار الحديث الكامليّة، مات أربع عشرة ربيع الأوّل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة»(3).

(1) وفيات الأعيان 3: 448 ـ 450/497.
(2) بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنّحاة 2: 218/1832.
(3) حسن المحاضرة بمحاسن مصر والقاهرة 1: 201.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *