حديث الطينة ومعناه

حديث الطينة ومعناه
ولا يتوهّم دلالة حديث الطينة المروي في كتب أصحابنا على الجبر، فيكون منافياً لما ذهبوا إليه من قواعد العدل، لأنّ رواية الحديث الموهم لما تقرّر في المذهب خلافه، لا تجوّز نسبة مؤدّاها إلى الطائفة، وهذا القرآن الكريم، والآيات الموهمة للتجسيم والتشبيه وغير ذلك كثيرة فيه، فلو صحّ نسبة الإماميّة إلى الجبر لمجرّد خبر الطينة، صحّ نسبة التجسيم وغيره من المذاهب الفاسدة إلى أهل الإسلام.
وعلى الجملة، فإنّ مجرَّد رواية مثل هذا الحديث لا يصحّح نسبة الجبر إلى الأصحاب، بخلاف الأشاعرة الذين هم أئمّة أهل السنّة ومشايخهم، القائلين بنفي اختيار العباد وقدرتهم بكلّ صراحة كالإمام الرازي وأمثاله.
وإنّ حديث الطينة المتضمّن ردّ حسنات المخالفين إلى الشيعة، وردّ سيئات الشيعة إلى المخالفين فيه جهتان: أمّا عدم ترتّب الأجر والثواب للمخالف على أعماله الصالحة، فلأنّ قبول الأعمال منوط بالإيمان، ولمّا كان مخالفاً فاقداً للإيمان فلا أجر له. وأمّا ردّ الثواب والحسنة إلى أهل الحقّ فذاك بفضل الله سبحانه وإحسانه…
وأمّا ردّ معاصي الشيعة إلى المخالفين، فلعلّه لأنّ المخالفين ـ لمنعهم من ظهور بركات أهل البيت عليهم السلام في الناس، ومساعدتهم لأهل الظلم والجور والبغي، للإستيلاء والسلطة ـ كانوا هم السبب الحقيقي لصدور المعاصي من الشيعة، فالله سبحانه يجعل في يوم القيامة السيّئات الصادرة من الشيعة في صحائف المخالفين ويعذّبهم عليها…
وليس في شيء من ذلك مخالفة لأيّ قاعدة من قواعد العدل:
قال مولانا المجلسي ـ بعد حديث أبي إسحاق الليثي عن الإمام الهمام أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ـ:
«إعلم أنّ هذا الخبر وأمثاله ممّا يصعب على القلوب فهمه وعلى العقول إدراكه، ويمكن أن يكون كنايةً عمّا علم الله تعالى وقدّره من اختلاط المؤمن والكافر في الدنيا، واستيلاء أئمّة الجور وأتباعهم على أئمّة الحقّ وأتباعهم، وعلم أنّ المؤمنين إنّما يرتكبون الآثام لاستيلاء أهل الباطل عليهم، وعدم تولّي أئمّة الحقّ لسياستهم، فيعذرهم بذلك ويعفو عنهم، ويعذّب أئمّة الجور وأتباعهم، بتسبيبهم لجرائم من خالطهم، مع ما يستحقّون من جرائم أنفسهم، والله يعلم وحججه صلوات الله عليهم»(1).
وهذا وجه صحيح لحلّ هذه الرواية.
ولهذه الرواية في كتب القوم نظائر، فقد أخرج الحاكم في (المستدرك):
«حدّثني علي بن جمشاد العدل، ثنا محمّد بن بشر بن مطر، ثنا عبيدالله ابن عمر القواريري، ثنا حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليجيئنّ أقوام من اُمّتي بمثل الجبال ذنوباً فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقد روى الحجاج بن نصير عن أبي طلحة بزيادات في متنه، حدّثنيه علي بن جمشاد، ثنا أبو مسلم ومحمّد بن غالب قالا: ثنا حجاج بن نصير، ثنا شدّاد بن سعيد عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: تحشر هذه الاُمّة على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنّة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، وصنف يجرّون على ظهورهم أمثال الجبال الراسيات، فيسأل الله عن ذنوبهم وهو أعلم بهم فيقول: ما هؤلاء؟ فيقولون: هؤلاء عبيد من عبادك. فيقول: حطّوها عنهم واجعلوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم برحمتي الجنّة»(2).
وفي (كنز العمال):
«اُمّتي ثلاثة أثلاث: فثلث يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عقاب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثمّ يدخلون الجنّة، وثلث يمحّصون ثمّ تأتي الملائكة فيقولون: وجدناهم يقولون لا إله إلاّ الله وحده، ويقول الله: صدقوا لا إله إلاّ أنا، أدخلوهم الجنّة بقول لا إله إلاّ الله، واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب، فهي التي قال الله: ( وليحملنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم ). ابن أبي حاتم، طب ـ عن عوف بن مالك.
تحشر هذه الاُمّة يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنّة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنّة، وصنف يجيئون على حمائلهم بأمثال الجبال الراسيات ذنوباً، فيقول الله عزّ وجلّ لملائكته وهو أعلم بهم: من هؤلاء؟ فيقولون: ربّنا، عبيد من عبيدك، وكانوا يعبدونك ولا يشركون بك شيئاً. فيقول: حطّوها، وضعوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم الجنّة برحمتي. طب، ك ـ عن أبي موسى»(3).
وفيه:
«ليجيئنّ أقوام من اُمّتي بمثل الجبال ذنوباً، فيغفر الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى. ك عن أبي موسى»(4).
وقد عقد السيوطي لهذه الأحاديث باباً في كتابه (البدور السافرة):
«بابٌ: أخرج الطبراني والحاكم وصحّحه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تحشر هذه الاُمّة يوم القيامة على ثلاثة أصناف: فصنف يدخلون الجنّة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، وصنف يجيئون على حمائلهم كأمثال الجبال الراسيات، فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة وهو أعلم بهم: من هؤلاء؟ فيقولون: ربّنا، عبيد من عبيدك، كانوا يعبدونك ولا يشركون بك شيئاً وعلى ظهورهم الخطايا والذنوب. فيقول: حطّوها عنهم وضعوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم الجنّة برحمتي.
وأخرج ابن ماجة والطبراني عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة، أذن لاُمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم بالسجود، فيسجدون له طويلاً ثمّ يقال لهم: إرفعوا رؤوسكم، قد جعلنا عدّتكم فداء لكم من النار.
وأخرج ابن ماجة والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هذه اُمّة مرحومة، عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كلّ رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال: هذا فداؤك من النّار.
وأخرج مسلم عن أبي موسى رفعه: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى.
وأخرج أيضاً من وجه آخر بلفظ: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كلّ مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فداؤك من النار.
قال القرطبي: قال علماؤنا رحمهم الله: هذه الأحاديث ليست على عمومها، وإنّما هي في اُناس مذنبين، يتفضّل الله تعالى عليهم برحمته، فأعطى كلّ واحد منهم فكاكاً من النّار من الكفّار»(5).
وربّما حاول بعض علمائهم تأويل الحديث:
قال القرطبي بعد العبارة السابقة:
«وأمّا معنى قوله يضعها على اليهود والنصارى: أنّه يضاعف عليهم عذاب كفرهم وذنوبهم، حتّى يكون عذابهم بقدر جرمهم وجرم مذنبي المسلمين لو اُخذوا بذلك، لأنّه تعالى لا يؤاخذ أحداً بذنب أحد كما قال: ( ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ اُخرى )، وله أن يضاعف لمن يشاء العذاب ويخفّف عمَّن يشاء، بحكم إرادته ومشيّته.
قال: وقوله في الرواية الاُخرى: لا يموت رجل منكم إلاّ أدخل الله مكانه يهوديّاً أو نصرانيّاً، معناه: أنّ المسلم المذنب لمّا كان يستحقّ مكاناً من النّار بسبب ذنوبه وعفا الله عنه وبقي مكانه خالياً منه، أضاف الله تعالى ذلك المكان إلى يهودي أو نصراني، ليعذّب فيه زيادة على تعذيب مكانه الذي يستحقّه بحسب كفره، وقد جاءت أحاديث دالّة على أنّ لكلّ مسلم مذنب كان أوّلاً منزلين: منزلاً في الجنّة ومنزلاً في النّار، وكذا الكافر، وذلك معنى قوله: ( أولئكَ هم الوارثون )أي يرث المؤمنون منازل الكفّار من الجنّة والكفّار منازل المؤمنين في النّار، إلاّ أنّ هذه الوراثة تختلف: فمنهم من يرث بلا حساب، ومنهم من يرث بحساب ومناقشة وبعد الخروج من النّار.
وقال البيهقي: يحتمل أن يكون الفداء في قوم كانت ذنوبهم كفّرت عنهم في حياتهم، أو في من اُخرج من النّار، يقال لهم ذلك بعد الخروج.
وقال غيره: يحتمل أن يكون الفداء مجازاً، من وراثة المنزل التي تقدّمت الإشارة إليها، هذا ما رجّحه النووي وغيره.
وقيل: المراد بالذنوب التي توضع على الكفّار ذنوب كان الكفّار سبباً فيها بأن سنّوها، فلمّا غفرت سيّئات المؤمنين، بقيت سيّئات الذي سنّ تلك السنّة السيّئة باقية على أربابها الكفرة; لأن الكفّار لا يغفر لهم، فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنّه من عمله السيّىء الذي عمل به المؤمن. قال ابن حجر: وهذا أقوى»(6).
وقال النووي في (شرح صحيح مسلم):
«بابٌ في سعة رحمة الله المؤمنين وفداء كلّ مسلم بكافر من النّار: قوله صلّى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم القيامة دفع الله تعالى إلى كلّ مسلم يهوديّاً أو نصرانيّاً فيقول: هذا فكاكك من النّار. وفي رواية: لا يموت رجل مسلم إلاّ أدخل الله مكانه النّار يهوديّاً أو نصرانيّاً. وفي رواية: يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى.
الفكاك ـ بفتح الفاء وكسرها، الفتح أفصح وأشهر ـ وهو الخلاص والفداء، ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة: لكلّ أحد منزل في الجنّة ومنزل في النّار، والمؤمن إذا دخل الجنّة خلفه الكافر في النّار، لاستحقاقه ذلك بكفره، ومعنى فكاكك من النّار كنت تتعرّض لدخول النّار وهذا فكاكك، لأنّ الله قدّر لها عدداً يملؤها، فإذا دخلها الكفّار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين.
وأمّا رواية يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب فمعناه: أنّ الله تعالى يغفر الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم، فيدخلهم النّار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، ولابدّ من هذا التأويل لقوله تعالى: ( ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ اُخرى ).
وقوله: ويضعها مجاز، والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرنا، لكن لمّا أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيّئاتهم وأبقى على الكفّار سيّئاتهم، صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم، ويحتمل أن يكون المراد آثاماً كان للكفّار سبب فيها بأن سنّوها، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفّار مثلها، لكونهم سنّوها، ومن سنّ سنّة سيّئة كان عليه مثل وزر كلّ من عمل بها. والله أعلم»(7).
هذا، وقد انتقد القرطبي في كتاب (التذكرة) إنكار من أنكر هذه الأحاديث فقال ما نصّه:
«أنكر بعض المتغفّلة، الذين اتّبعوا أهوائهم بغير هدى من الله، إعجاباً برأيهم وتحكّماً على كتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعقول ضعيفة وأفهام سخيفة فقالوا: لا يجوز في حكم الله وعدله أن يضع سيّئات من اكتسبها على من لم يكتسبها، ويؤخذ حسنات من عملها وتؤتى من لم يعملها، وزعموا هذا جوراً…
والجواب: أنّ الله سبحانه لم يبن اُمور الدنيا على عقول العباد، ولم يعد ولم يوعد على ما تحتمله عقولهم ويدركونها بأفهامهم، بل وعد وأوعد بمشيّته وإرادته، وأمر ونهى بحكمته، ولو كان كلّما لا تدركه العقول مردوداً، كان أكثر الشرائع مستحيلاً على موضوع عقول العباد، وذلك أنّ الله أوجب الغسل بخروج المني الذي هو طاهر عند بعض الصحابة وكثير من الاُمّة، وأوجب غسل الأطراف من الغائط الذي لا خلاف بين الاُمّة وسائر من يقول بالعقل وغيرهما في نجاسته وقذارته ونتنه، وأوجب بريح يخرج من موضع الحدث ما أوجب بخروج الغائط الكثير المتفاحش، فبأيّ عقل يستقيم هذا؟ أو بأيّ رأي يجب مساواة ريح ليس لها عين قائمة بما يقوم عينه ويزيد على الريح نتناً وقذراً؟ وقد أوجب الله قطع يمين مؤمن لعشرة دراهم وعند بعض الفقهاء بثلاثة دراهم ودون ذلك، ثمّ سوّى بين هذا القدر من المال وبين مائة ألف دينار فيكون القطع فيها سواء، وأعطى الاُم من ولدها الثلث، ثمّ إن كان للمتوفى إخوة جعل لها السدس من غيرأن يرث الإخوة من ذلك شيئاً؟ فبأيّ عقل يدرك هذا؟ إلاّ تسليماً وانقياداً من صاحب الشرع، إلى غير ذلك.
وكذلك القصاص بالحسنات والسيّئات»(8).
وأخرج مسلم:
«حدّثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، ثنا أبو اُسامة، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كلّ مسلم يهوديّاً أو نصرانيّاً فيقول: هذا فكاكك من النّار.
وحدّثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، ثنا عفان بن مسلم، ثنا همام، ثنا قتادة: أنّ عوناً وسعيد بن أبي بردة حدّثناه أنّهما شهدا أبابردة يحدّث عمر بن عبدالعزيز، عن أبيه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يموت رجل مسلم إلاّ أدخل الله مكانه النّار يهوديّاً أو نصرانيّاً. قال: فاستحلفه عمر بن عبدالعزيز بالله الذي لا إله إلاّ هو ـ ثلاث مرّات ـ أنّ أباه حدّثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فحلف له. قال: فلم يحدّثني سعيد أنّه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله.
حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمّد بن مثنّى جميعاً، عن عبدالصّمد بن عبدالوارث، أخبرنا همام، ثنا قتادة بهذا الإسناد نحو حديث عفّان وقال: عون ابن عتبة»(9).
وأخرج في (مسند أحمد):
«حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا أبوالمغيرة ـ وهو النضر بن إسماعيل يعني القاضي ـ، ثنا يزيد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم القيامة لم يبق مؤمن إلاّ اُتي بيهوديّ أو نصرانيّ، حتّى يدفع إليه فيقال له: هذا فداؤك من النّار. قال أبو بردة: فاستحلفني عمر بن عبدالعزيز بالله الذي لا إله إلاّ هو، أسمعت أباموسى يذكره عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: قلت: نعم، فسُرَّ بذلك»(10).
وأخرج:
«حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا عبدالصمد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يموت مسلم إلاّ أدخل الله مكانه النّار يهوديّاً أو نصرانيّاً.
حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا عبدالصمد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة وعون بن عتبة حدّثاه: أنّهما شهدا أبابردة يحدّث عمر بن عبدالعزيز بهذا الحديث، فاستحلفه بالله الذي لا إله إلاّ هو، أنّ أباه حدّثه أنّه سمع من النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلم ينكر ذلك سعيد على عون أنّه استحلفه»(11).
وأخرج ابن ماجة:
«حدّثنا جبارة بن المغلس، حدّثنا عبدالأعلى بن أبي المساور، عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لاُمّة محمّد في السجود، فيسجدون له طويلاً ثمّ يقول: إرفعوا رؤوسكم قد جعلنا عدّتكم فداءكم من النّار.
حدّثنا جبارة بن المغلس، حدّثنا كثير بن سليم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هذه الاُمّة مرحومة، عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كلّ رجل من المسلمين رجلاً من المشركين فيقال: هذا فداؤك من النّار»(12).
وفي (جامع الاُصول):
«إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يموت مسلم إلاّ أدخل الله مكانه النّار يهوديّاً أو نصرانيّاً. قال: فاستحلف عمر بن عبدالعزيز أبابردة بالله الذي لا إله إلاّ هو ـ ثلاث مرّات ـ أنّ أباه حدّثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فحلف له»(13).

(1) بحارالأنوار 5 : 234/ الباب 10 ، الطينة والميثاق .
(2) المستدرك على الصحيحين 5 : 359/7719 ـ 7720 كتاب التوبة والإنابة .
(3) كنز العمّال 12 : 169/34522 الباب السابع ـ في فضائل هذه الأمّة المرحومة .
(4) كنز العمّال 12 : 171/34529 الباب السابع ـ في فضائل هذه الأمّة المرحومة .
(5) البدور السافرة عن اُمور الآخرة : 212 ـ 214 .
(6) البدور السافرة عن اُمور الآخرة : 214 .
(7) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج 17 : 85 .
(8) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة : 310 ـ 311/ باب القصاص يوم القيامة ممّن استطال في حقوق الناس .
(9) صحيح مسلم 4 : 2119/2767 كتاب التوبة ـ باب (8) قبول توبة القائل وإن كثر قتله .
(10) مسند أحمد 5 : 549/19103 .
(11) مسند أحمد 5 : 531/18991 ـ 18992 .
(12) سنن ابن ماجة 2 : 1434/4291 ـ 4292 كتاب الزهد ـ الباب (34) باب صفة أمّة محمّد .
(13) جامع الأصول 9 : 194/6758 الباب الخامس من كتاب الفضائل والمناقب في فضل هذه الأمّة الإسلاميّة ـ النوع السادس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *