كلمة المؤلّف

كلمة المؤلّف

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
وبعد
فإنّ كتاب (استقصاء الإفحام) من مؤلّفات آية الله المجاهد، والمحقّق الفذ، والقدوة الرائد (السيّد ميرحامد حسين النيسابوري اللكهنوي) الملقّب بـ(صاحب عبقات الأنوار) كتاب لم يصنّف مثله في بابه، وقد كنت سمعت به منذ أنْ تعرَّفت على كتاب (العبقات) وعلى مؤلّفه الجليل، وذلك لمّا زار المحقّق الحجّة والعلاّمة الكبير المرحوم السيّد محمّد سعيد نجل آية الله السيّد ناصرحسين نجل السيّد (صاحب العبقات) كربلاء المقدّسة، ونزل ضيفاً على سيّدي الوالد آية الله السيّد نورالدين الميلاني، قبل حوالي أربعين سنة…
لقد حدّثني السيّد السعيد ـ رحمه الله ـ عن آبائه وآثارهم ، وشرح لي كثيراً من مآثرهم وأخبارهم، وعرّفني بكتبهم وأسفارهم، ثمّ رغّبني في مشروع كتاب (العبقات) وشرعت بذلك من ذلك الوقت وكانت (النفحات)(1).
وكان كتاب (إستقصاء الإفحام) من جملة الكتب التي تحدّث عنها، لاسيّما وأنه كان قد ألّف في النجف الأشرف، عندما كان يدرس في حوزتها العلميّة الكبرى، كتاب (الإمام الثاني عشر) ـ الذي استفاد فيه كثيراً من (إستقصاء الإفحام) ـ واقترح عليّ إعادة طبعه، فوفّقت لذلك مع تعاليق وإضافات ثمينة والحمد لله(2).
ثمّ رأيت أكابر الطائفة، يذكرون (إستقصاء الإفحام) في تقاريظهم لمؤلّفات (صاحب العبقات)، ووجدت جماعةً من العلماء الأعلام ينقلون عنه ويستندون إليه في مؤلّفاتهم المختلفة…
وهكذا… ازداد شوقي إلى (إستقصاء الإفحام)، إلى أن وقفت عليه قبل أعوام، وقرأته من أوّله إلى آخره، فألفيته مثل (العبقات) في البحث والتحقيق والمتانة، وفي القوة والدقّة والرصانة، وإنْ لم يشتهر كاشتهاره.
فعزمت على إخراج مطالبه التي لم يسبق إليها أحدٌ من أعلامنا الماضين، وكان عيالاً عليه فيها كثير من علمائنا المتأخّرين، وانتهزت لذلك فرص العطل، وواصلت العمل بلا ملل، حتّى وفقني الله عزّوجلّ، لتنظيم فرائده وترتيب فوائده، فجاءت في أربعة أبواب وملحقات وخاتمة.
فالباب الأوّل: في المسائل الإعتقاديّة.
والباب الثاني: في التفسير والمفسّرين.
والباب الثالث: في الصّحاح الستّة وأصحابها.
والباب الرابع: في أئمّة المذاهب الأربعة.
أمّا الملحقات، فهي بحوثٌ في (مسائل فقهيّة) وفي (القياس) و(الإستحسان).
وأمّا الخاتمة، فتحقيقٌ عن (حديث الحوض) وما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في (الصّحابة).
وقد وضعت له مقدّمةً، تعرّضت فيها لما تمتاز به العلوم الدينيّة وأعلامها عند الفرقة الإماميّة عن سائر الفرق الإسلاميّة، وللتعريف بالكتاب وموضوعاته ومؤلّفه العظيم واسرته الأبرار، بالاستفادة من (دراسات في كتاب العبقات) وهي مقدّمة (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار).
والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله، وأنْ يوفّقنا للدفاع عن الحق وأهله، وأنْ يحشرنا في زمرة أتباع الأئمّة المعصومين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، إنّه أكرم الأكرمين.

علي الحسيني الميلاني
10 ربيع الثاني 1424

(1) نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار . طبع في 20 جزء.
(2) طبع كتاب (الإمام الثاني عشر) في النجف الأشرف ، مطبعة القضاء ، سنة 1393.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *