من الأدلّة على عصمة الأمير

أقول:
بعد الإعراض عمّا في كلامه من الشتم، وما لا طائل تحته، فإن القدر المهمّ من تطويلاته الذى يستحقّ النظر والجواب هو:
«إذا كان علي معصوماً لزم أنْ يكون أبو بكر وعمر وعثمان معصومين».
فهو يدّعي الملازمة بين عصمة الإمام علي عليه السلام وعصمة الثلاثة.
لكنّ هذه الملازمة تحتاج إلى دليل مثبت، فانظر إلى دليله:
«فإنّ أهل السنّة متّفقون على تفضيل أبي بكر وعمر وأنهما أحقّ بالعصمة من علي».
فإنْ وجدنا في كلامه وجهاً علميّاً بظاهره، فهو هذا الكلام، ولكنه مردود بوجوه عديدة:
الأوّل: إنّ الأدلّة ـ كتاباً وسنّة ـ على عصمة إمامنا أمير المؤمنين عليه السّلام كثيرة، من أوضحها دلالةً من الكتاب قوله تعالى: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ…)(1) وقوله تعالى: (إِنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرًا)(2) وقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقينَ)(3). ومن السنّة: قوله صلّى اللّه عليه وآله له: «أنت منّى بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي». وقوله: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي» وقوله: «علي مع الحق والقرآن مع علي».

(1) سورة آل عمران: 61.
(2) سورة الأحزاب: 33.
(3) سورة التوبة: 119.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *