الردّ على كلام ابن تيمية و غيره

أقول:
لكن هذا تعصّبٌ من ابن تيمية أو جهل، لأن من شرط المناقضة والمعارضة كون الخبرين معتبرين، وليس هذا الشرط موجوداً في هذا المقام، لأن خبر إحراق أبي بكر للفجاءة ثابتٌ عند القائلين بإمامته، وتأويلاتهم لما فعله ساقطة، ولذا اعترف بعضهم بالحق والحقيقة، لكن الحديث الذي ذكره هذا الرجل غير مقبول عند القائلين بإمامة علي وعصمته… .
على أنه حديث باطلٌ مكذوب من أصله وإن كان في البخاري ونحوه، لأن ابن عباس من تلامذة أمير المؤمنين وأصحابه، وإقدامه على تخطئة أمير المؤمنين عليه السلام كذب عليه مطلقاً.
وأيضاً: ففي هذا الحدث المزعوم أن القوم كانوا زنادقة غلاة، أما الفجاءة، فقد ذكر إسلامه واحتملوا زندقته حملاً لفعل أبي بكر على الصحّة من أجل المحافظة على إمامته وولايته.
وأيضاً: فإن هذا الحديث ـ الذي يعتمد عليه ابن تيمية ويريد أن ينقض به استدلال الإمامية ـ يضرّه، لأن معتمده فيه رواية ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه وآله، لكن هذه الرواية تدلّ على مخالفة أبي بكر للحكم الإلهي والسنة النبويّة بإحراق الفجاءة. وأما أصحابنا فلا يعتبرون هذا الحديث أصلاً، فلا يعارض به استدلالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *