مما حدث في العالم بعد استشهاد الإمام عليه السلام

مما حدث في العالم بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
قال قدس سره: مع أن مشايخهم رووا أن يوم قتل الحسين عليه السلام قطرت السماء دماً! وقد ذكر الرافعي في شرح الوجيز وذكر ابن سعد في الطبقات أن الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين عليه السلام ولم تر قبل ذلك! وقال أيضاً: ما رفع حجر في الدنيا إلا وتحته الدم عبيط! ولقد مطرت السماء مطراً بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت. قال الزهري: ما بقي أحد من قاتلي الحسين إلا وعوقب في الدنيا، إما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة!
الشرح:
قال ابن تيمية: «إن كثيراً مما روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دماً، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين، وكذلك قول القائل: ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط هو أيضاً كذب بيّن. وأما قول الزهري.. فهذا ممكن…»(1).
أقول:
أمّا الخبر الأوّل، فنقله العلاّمة رحمه اللّه عن (شرح الوجيز) للرافعي.
وهو في (التاريخ الكبير)، للبخاري و (أنساب الأشراف) للبلاذري و(الطبقات الكبرى) لابن سعد، و(المعجم الكبير) للطبراني و(دلائل النبوة) لأبي نعيم الأصبهاني، و(تاريخ دمشق) لابن عساكر.
وروى الذهبي قال: «وقال جعفر بن سليمان: حدّثتني أم سالم خالتي قالت: لمّا قتل الحسين، مطرنا مطراً كالدم على البيوت والجدر».
وأمّا الخبر الثاني، فنقله عن (الطبقات الكبرى)لابن سعد. وقال الذهبي:
«قال المدائني عن علي بن مدرك، عن جدّه الأسود بن قيس قال: احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى فيها كالدم. فحدّثت بذلك شريكاً فقال لي: ما أنت من الأسود؟ فقلت: هو جدّي أبو أمي. فقال: أما واللّه أن كان لصدوق الحديث.
وقال هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: تعلم هذه الحمرة في الأفق مم؟ هو من يوم قتل الحسين. رواه سليمان بن حرب، عن حماد، عنه.
وقال جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الوس الذي في عساكرهم رماداً، واحمرّت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عساكرهم وكانوا يرون في لحمها النيران».
وأمّا قوله: «ما رفع حجر…» فهو مما رواه الطبراني وابن عساكر والهيثمي والذهبي والسيوطي وغيرهم عن الزهري، قال الذهبي: «وقال معمر بن راشد: أوما عرف الزهري تكلّم في مجلس الوليد بن عبد الملك؟ فقال الوليد: تعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ فقال الزهري: إنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
وروى الواقدي، عن عمر بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال: ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط».
ورواه الحافظ الطبراني بإسناده عن ابن شهاب الزهري. قال الحافظ الهيثمي بعد أن أخرجه: «رجاله رجال الصحيح»(2).

(1) منهاج السنّة 4 / 560.
(2) مجمع الزوائد 9 / 196.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *