خالد بن الوليد قبل التظاهر بالإسلام

خالد قبل التظاهر بالإسلام
قال قدس سره: وخالد لم يزل عدوّاً لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مكذّباً له. وهو كان السبب في قتل المسلمين يوم اُحد وفي كسر رباعيّة النبي صلّى اللّه عليه وآله وفي قتل حمزة عليه السلام عمّه.
الشرح:
قال ابن تيميّة: «وأمّا قوله: وخالد لم يزل عدوّاً لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم مكذّباً له.
فهذا كان قبل إسلامه، كما كان الصحابة كلّهم مكذّبين له قبل الإسلام، من بني هاشم وغير بني هاشم، مثل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخيه ربيعة، وحمزة عمه، وعقيل، وغيرهم»(1).
أقول:
أوّلاً: لم يتكلم على قول العلامة: «وهو كان السبب» بشيء، ولو أمكنه لفعل!!
وثانياً: صريح كلام العلاّمة ناظر إلى حال خالد قبل تظاهره بالإسلام، فقوله: «فهذا كان قبل إسلامه» لا مورد له.
وثالثاً: لم يكن الصحابة كلّهم مكذّبين له قبل الإسلام، فأمير المؤمنين عليه السلام صدّقه منذ اليوم الأوّل، وهذا ممّا ميّزه به عن غيره وفضّله عند أعلام الصحابة وعقلاء المسلمين.
ورابعاً: كلام العلاّمة ناظر إلى «العداء» مضافاً إلى «التكذيب»، وابن تيمية أغفل الكلمة الأولى، وكأنه يزعم أن الصحابة كلّهم كانوا قبل إسلامهم أعداء لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وهذا كذب.
وخامساً: لقد كان «عمر» من أشهر القوم في «العداء» و«التكذيب»، حتى أنه في قضيّة تظاهره بالإسلام كان قد خرج شاهراً سيفه يريد قتل النبي صلّى اللّه عليه وآله، وهي قضيّة معروفة عند الكلّ.. وكذلك كان أبو سفيان وبنو أمية ونظراؤهم.

(1) منهاج السنّة 4 / 486.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *