العجب من المسلمين كيف أطاعوا عائشة على حرب أمير المؤمنين و لم ينصر أحد منهم بضعة النّبي لما طالبت بحقّها من أبي بكر

قال قدس سره: وكيف أطاعها على ذلك عشرات الألوف من المسلمين وساعدوها على حرب أمير المؤمنين عليه السلام، ولم ينصر أحدٌ منهم بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لما طلبت حقها من أبي بكر، ولا شخصٌ واحد بكلمة واحدة!
الشرح:
قال ابن تيمية: «هذا من أعظم الحجج عليك! فإنه لا يشك عاقل أن القوم كانوا يحبّون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ويعظّمونه، ويعظّمون قبيلته وبنته أعظم مما يعظّمون أبا بكر وعمر… فإذا كان المسلمون كلّهم ليس فيهم من قال إن فاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ مظلومة، ولا أن لها حقاً عند أبي بكر وعمر، ولا أنهما ظلماها، ولا تكلم أحد في هذا بكلمة واحدة، دلّ ذلك على أن القوم كانوا يعلمون أنها ليست مظلومة..»(1).
أقول:
فإذن، كانت عائشة على حق وأنها ليست ظالمة! فلماذا ندمت؟ وعمّا تابت كما زعمت؟
وكذا كان يزيد في قتله الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته وسبي ذراريه ونسوته.. على حق، وأنه لم يكن ظالماً! لأن المسلمين كلّهم كانوا معه بين من خاف مخالفته، ومن باشر في قتل الحسين بأمره، وبين من رضي بفعله وسكت وما تكلّم ولا بكلمة واحدة.. ولذا قال بعض النواصب: «إنه قتل بسيف جدّه»!
وكذلك كان الحجاج بن يوسف الثقفي على حق، ولم يظلم أحداً، لأن أحداً من المسلمين لم يعترض على أفعاله ولا تكلّم بكلمة!! وهكذا… .
لقد نسب هذا الرجل إلى المسلمين كافة القول بأن فاطمة كانت ظالمة، لأنها إذا لم تكن مظلومة فهي ظالمة لأبي بكر وعمر، وإذا لم تكن في دعواها عليهما صادقة فهي كاذبة آثمة!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم…!!
إن هذا الرجل وإن كان يحاول في الموارد المختلفة أن يخفي عداءه لأهل البيت عليهم السلام، لكنه ـ كما عن أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أضمر أحد شيئاً إلا وظهر في فلتات لسانه» ـ في بعض الموارد يكشف عن باطنه ويعرف حقيقته، وهذا المورد من تلك الموارد.
عجباً لهذا الرجل!! لمّا يقال: «إن المسلمين قتلوا عثمان» يقول: بأن قتلته قليلون، وأمّا خيار المسلمين وسائر الناس فقد خذلوه. ولمّا يقال: «إن الناس قعدوا عن الدفاع عن حق الزهراء ولم يتكلّم أحد بكلمة واحدة» يقول: فإذن كانوا يرونها غير مظلومة، أي ظالمة!!

(1) منهاج السنة 4 / 360.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *