الجواب التفصيلي عن كلام ابن تيميّة: قول الزهراء لأبي بكر: أترث أباك و لا أرث أبي؟

أقول:
ويتلخّص كلامنا في هذا المقام في مطالب، يظهر من خلالها الدليل على صدق العلاّمة فيما ذكره وكذب ابن تيميّة فيما أنكره، فنقول:
قول الزهراء لأبي بكر: أترث أباك..؟
فهو من خطبتها المشهورة، التي يغني النظر في متنها عن السؤال عن إسنادها، وهذه الخطبة رواها الإمامية وغيرهم بالأسانيد المتصلة، ومن رواتها من علماء الجمهور المتقدّمين:
أحمد بن أبي طاهر البغدادي المعروف بابن طيفور المتوفى سنة 280(1)، رواها في كتابه (بلاغات النساء).
وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري المتوفى سنة 323، رواها في كتابه (السقيفة وفدك) كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. قال: «وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدّثون ورووا عنه مصنفاته»(2).
وأبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني المتوفى سنة 384، بسنده عن عروة عن عائشة، كما في (الشافي في الإمامة)(3) و(شرح النهج)(4).
والحديث أخرجه أحمد بلفظ: أنها قالت لأبي بكر:«أنت ورثت رسول اللّه أم أهله؟ قال: لا بل أهله»(5).
والحلبي بلفظ: «أفي كتاب اللّه أن ترثك ابنتك ولا أرث أبي؟ قال: «فاستعبر أبو بكر باكياً، ثم نزل فكتب لها بفدك. ودخل عليه عمر فقال: ما هذا؟ فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها. قال: فماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟ ثم أخذ عمر الكتاب فشقّه»(6).

(1) ترجم له الخطيب في تاريخه 4 / 433 وأثنى عليه، وكذا غيره.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 210.
(3) الشافي في الإمامة 4 / 69.
(4) شرح النهج 16 / 249.
(5) مسند أحمد 1 / 4.
(6) إنسان العيون 3 / 488.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *