(1) آيات من القرآن الكريم

(1)
آيات من القرآن الكريم
والقرآن الكريم فيه تبيان لكلّ شيء، وما كان كذلك كان تبياناً لنفسه أيضاً، فلنرجع إليه لنرى هل فيه دلالة على نقصانه أو بالعكس.
أجل، إنّ في القرآن الحكيم آيات استدلّ علماؤنا بها وقالوا إنها تدلّ بوضوح على صيانته من كلّ تحريف، وحفظه من كلّ تلاعب، فهو ينفي كل أشكال التصرّف فيه، ويعلن أنّه لا يصيبه ما يشينه ويحط من كرامته حتى الأبد.
وتلك الآيات هي:
1 ـ قوله تعالى: (إِنَّ الَّذينَ يُلْحِدُونَ في آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتي آمِنًا يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصيرٌ * إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ * لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيم حَميد)(1).
وإذا كان القرآن العظيم لا يأتيه «الباطل» من بين يديه ولا من خلفه، فإن من أظهر مصاديق «الباطل» هو «وقوع النقصان» فيه.
فهو إذاً مصون من قبل اللّه تعالى عن ذلك منذ نزوله إلى يوم القيامة.
2 ـ قوله تعالى: (إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ)(2).
قالوا: والمراد من «الذكر» في هذه الآية الكريمة على الأصح هو «القرآن العظيم» فاللّه سبحانه أنزله على نبيّه الكريم، وتعهّد بحفظه، منذ نزوله إلى الأبد، من كلّ ما يتنافى وكونه منهاجاً خالداً في الحياة ودستوراً عاماً للبشرية جمعاء.
ومن الواضح أنّ من أهمّ ما يتنافى وشأن القرآن العظيم وقدسيّته الفذة، وقوع التحريف فيه وضياع شيء منه على الناس ونقصانه عما أنزله عزّ وجلّ على نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
3 ـ قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)(3).
فعن ابن عباس وغيره في قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) إنّ المعنى: إنّ علينا جمعه وقرآنه عليك حتى تحفظه ويمكنك تلاوته، فلا تخف فوت شيء منه(4).

(1) سورة حم السجدة (فصّلت) 41 : 40 ـ 41.
(2) سورة الحجر 15 : 9.
(3) سورة القيامة 75 : 16 ـ 19.
(4) مجمع البيان 10 : 197، سورة القيامة، الآية 16 ـ 25.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *