أصحاب الإمام موسى بن جعفر و تلاميذه

أصحاب الإمام موسى بن جعفر و تلاميذه
ذكرهم أحمد بن أبي عبد الله البرقي في كتابه (الرجال) وذكر من أدركه من أصحاب علي بن الحسين عليه السّلام وأصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام وأصحاب أبيه أبي عبد الله الصادق عليهم السلام»(1).
وذكرهم شيخ الطائفة الطوسي في (رجاله) وعدّهم مائتين وواحداً وثمانين شخصاً، منهم:
1 ـ علي بن يقطين: كان جليل القدر عظيم المنزلة عند أبي الحسن عظيم المكان في الطائفة(2) وانه عليه السّلام ضمن له الجنة(3).
قال عبد الله بن يحيى الكاهلي: «كنت عند أبي إبراهيم عليه السّلام، إذ أقبل علي بن يقطين فالتفت أبو الحسن إلى أصحابه، فقال: من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلينظر الى هذا المقبل،فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام: أما أنا فاشهد أنه من أهل الجنة»(4).
وقال داود الرقي: «دخلت على أبي الحسن عليه السّلام يوم النحر، فقال مبتدئاً: ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف الاّ علي بن يقطين، فانه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت»(5).
قال اسماعيل بن موسى: «رأيت العبد الصالح عليه السّلام على الصفا، يقول: الهي في أعلى عليّين اغفر لعلي بن يقطين»(6).
قال الحسن بن عبد الرحيم: «قال أبو الحسن عليه السّلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة اضمن لك ثلاثاً، فقال علي: جعلت فداك، وما الخصلة التي اضمنها لك وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ قال: فقال أبو الحسن عليه السّلام: الثلاث اللواتي اضمنهن لك: أن لا يصيبك حرّ الحديد أبداً بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال: فقال علي وما الخصلة التي أضمنها لك؟ فقال عليه السّلام: تضمن أن لا يأتيك وليّ أبداً الاَّ أكرمته، قال: فضمن علي الخصلة، وضمن له أبو الحسن عليه السّلام الثلاث»(7).
روى محمّد بن علي الصوفي، قال: «استأذن إبراهيم الجمال على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه، فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر عليه السّلام فحجبه فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين: يا سيدي، ما ذنبي؟ فقال: حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمال وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمال، فقلت: سيدي ومولاي، من لي بإبراهيم الجمال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة؟ فقال: إذا كان الليل فامض الى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك واركب نجيباً هناك مسرجاً قال: فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة فقرع الباب وقال: أنا علي بن يقطين، فقال إبراهيم الجمال من داخل الدار: ما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي؟ فقال علي بن يقطين: يا هذا ان أمري عظيم وآلى عليه الاذن له، فلما دخل قال: يا ابراهيم إن المولى عليه السّلام أبى أن يقبلني أو تغفر لي، فقال: يغفر الله لك، فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فآلى عليه ثانياً ففعل فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول: اللهم اشهد ثم انصرف، وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليه السّلام بالمدينة، فأذن له ودخل عليه فقبله»(8).
2 ـ ومنهم، عبد الله بن جندب(9) البجلي كان مجتهداً جليل القدر(10) وقال فيه أبو الحسن عليه السّلام: «ان عبد الله بن جندب لمن المخبتين»(11).
قال عبد الله بن جندب لأبي الحسن عليه السّلام: «ألست عني راضياً؟ قال عليه السلام: اي والله ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والله عنك راض»(12).
قال يونس بن عبد الرحمان : «رأيت عبد الله بن جندب وقد أفاض من عرفة… فقلت له: قد رأى الله اجتهادك منذ اليوم، فقال لي عبد الله: والله الذي لا إله إلا هو، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت. ما سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد لأني سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادى من أعنان السماء: لك بكل واحدة مائة ألف، فكرهت أن أدع مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا؟»(13).
3 ـ ومنهم: هشام بن الحكم، أصله كوفي ومولده ومنشأه بواسط، وتجارته ببغداد في الكرخ(14) كان من خواص سيدنا ومولانا موسى بن جعفر بن محمّد عليهم السلام وكان له مباحث كثيرة مع المخالفين في الأصول وغيرها(15).
قال ابن النديم: «كان من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب، سئل هشام عن معاوية، أشهد بدراً؟ فقال: نعم من ذاك الجانب»(16).
روى الصدوق باسناده عن علي الاسواري، قال: «كان ليحيى بن خالد مجلس في داره يحضره المتكلمون من كل فرقة وملّة يوم الأحد، فيتناظرون في أديانهم، يحتج بعضهم على بعض. فبلغ ذلك الرشيد، فقال ليحيى بن خالد: يا عباسي، ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلّمون؟ قال: يا أمير المؤمنين ما شيء مما رفعني به أميرالمؤمنين وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعاً عندي من هذا المجلس، فانه يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم فيحتج بعضهم على بعض ويعرف المحقّ منهم ويتبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم.
فقال له الرشيد: أنا أحب أن أحضر هذا المجلس واسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني ولا يظهروا مذاهبهم قال: ذلك إلى أميرالمؤمنين متى شاء قال: فضع يدك على رأسي أن لا تعلمهم بحضوري، ففعل ذلك. وبلغ الخبر المعتزلة فتشاوروا بينهم وعزموا على أن لا يكلموا هشاماً الاّ في الإمامة لعلمهم بمذهب الرشيد وانكاره على من قال بالإمامة.
قال: فحضروا وحضر هشام وحضر عبد الله بن يزيد الاباضي وكان من أصدق الناس لهشام بن الحكم وكان يشاركه في التجارة، فلما دخل هشام سلم على عبد الله بن يزيد من بينهم فقال يحيى بن خالد لعبد الله بن يزيد: يا عبد الله، كلم هشاماً فيما اختلفتهم فيه من الامامة.
فقال هشام: أيها الوزير، ليس لهم علينا جواب ولا مسألة، ان هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على امامة رجل، ثم فارقونا بلا علم ولا معرفة، فلا حين كانوا معنا عرفوا الحق ولا حين فارقونا علموا على ما فارقونا، فليس لهم علينا مسألة ولا جواب.
فقال بيان ـ وكان من الحرورية ـ: أنا أسألك يا هشام، أخبرني عن أصحاب علي يوم حكّموا الحكمين، أكانوا مؤمنين أم كافرين؟.
قال هشام: كانوا ثلاثة أصناف: صنف مؤمنون، وصنف مشركون، وصنفٌ ضلاّل، فأما المؤمنون فمن قال مثل قولي: ان علياً عليه السّلام امام من عند الله عزّوجل ومعاوية لا يصلح لها، فآمنوا بما قال الله عزّوجل في علي عليه السلام وأقرّوا به.
وأما المشركون فقومٌ قالوا: علي امام ومعاوية يصلح لها، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي عليه السّلام.
وأما الضلال: فقوم خرجوا على الحمية والعصبية للقبائل والعشائر فلم يعرفوا شيئاً من هذا وهم جهّال.
قال: فأصحاب معاوية ما كانوا؟ قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف كافرون وصنفٌ مشركون وصنف ضلال.
فأما الكافرون: فالذين قالوا: ان معاوية إمام وعلي لا يصلح لها، فكفروا من جهتين إذ جحدوا اماماً من الله عزّوجل، ونصبوا اماماً ليس من الله.
وأما المشركون: فقومٌ قالوا: معاوية امامٌ وعليٌّ يصلح لها، فأشركوا معاوية مع علي عليه السّلام.
وأما الضلال: فعلى سبيل أولئك خرجوا للحمية والعصبية للقبائل والعشائر.
فانقطع بيان عند ذلك.
فقال ضرار: وأنا أسألك يا هشام في هذا؟ فقال هشام: أخطأت قال: ولم؟ قال: لأنكم كلكم مجتمعون على دفع امامة صاحبي وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنوا بالمسألة علي حتى أسالك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب؟
قال ضرار: فسل، قال: أتقول: ان الله عزّوجل عدلٌ لا يجور؟ قال: نعم هو عدل لا يجور تبارك وتعالى، قال: فلو كلف الله المقعد المشي الى المساجد والجهاد في سبيل الله وكلف الأعمى قراءة المصاحف والكتب أتراه كان يكون عادلا أم جائراً؟ قال ضرار: ما كان الله ليفعل ذلك. قال هشام: قد علمت أن الله لا يفعل ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدل والخصومة، أن لو فعل ذلك، أليس كان في فعله جائراً إذ كلّفه تكليفاً لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه؟ قال: لو فعل ذلك لكان جائراً.
قال: فأخبرني عن الله عزّوجل كلف العباد ديناً واحداً لا اختلاف فيه لا يقبل منهم الاَّ أن يأتوا به كما كلفهم؟ قال: بلى، قال: فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين، أو كلفهم ما لا دليل لهم على وجوده، فيكون بمنزلة من كلّف الأعمى قراءة الكتب والمقعد المشي الى المساجد والجهاد؟ قال: فسكت ضرار ساعة، ثم قال: لابد من دليل وليس بصاحبك، قال: فتبسم هشام وقال: تشيع شطرك وصرت الى الحق ضرورة، ولا خلاف بيني وبينك الاّ في التسمية، قال ضرار: فاني أرجع القول عليك في هذا، قال: هات، قال ضرار لهشام: كيف تعقد الإمامة؟ قال هشام: كما عقد الله عزّوجل النبوة، قال: فهو إذاً نبي؟ قال هشام: لا لأن النبوة يعقدها أهل السماء والإمامة يعقدها أهل الأرض، فعقد النبوة بالملائكة، وعقد الإمامة بالنبي، والعقدان جميعاً بأمر الله جل جلاله، قال: فما الدليل على ذلك؟ قال هشام: الإضطرار في هذا، قال ضرار: وكيف ذلك؟ قال هشام: لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه: إما أن يكون الله عزّوجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يكلفهم ولم يأمرهم ولم ينههم، فصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها، أفتقول هذا يا ضرار ان التكليف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: لا أقول هذا.
قال هشام: فالوجه الثاني، ينبغي أن يكون الناس المكلفون قد استحالوا بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم علماء في مثل حدّ الرسول في العلم حتى لا يحتاج أحدٌ إلى أحد، فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه، أفتقول هذا ان الناس استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حدّ الرسول في العلم بالدين حتى لا يحتاج أحد إلى أحد مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق؟ قال: لا أقول هذا ولكنهم يحتاجون الى غيرهم.
قال: فبقي الوجه الثالث، وهو أنه لا بد لهم من عالم يقيمه الرسول لهم، لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف، معصوم من الذنوب مبرّءٌ من الخطايا، يحتاج الناس اليه ولا يحتاج الى أحد قال: فما الدليل عليه؟ قال هشام: ثمان دلالات أربع في نعت نسبه وأربع في نعت نفسه.
فاما الأربع التي في نعت نسبه: فانه يكون معروف الجنس، معروف القبيلة، معروف البيت، وأن يكون من صاحب الملّة والدعوة اليه إشارة، فلم ير جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذين منهم صاحب الملّة والدعوة الذي ينادى باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمّداً رسول الله، فتصل دعوته الى كل برّ وفاجر وعالم وجاهل، مقر ومنكر في شرق الأرض وغربها، ولو جاز أن تكون الحجة من الله على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتى على الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق من العجم وغيرهم، ولكان من حيث أراد الله عزّوجل أن يكون صلاح يكون فساد، ولا يجوز هذا في حكمة الله جل جلاله وعدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون الاّ في هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملّة والدعوة، فلم يجز أن يكون من هذا الجنس الاّ في هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملّة وهي قريش، ولما لم يجز أن يكون من هذا الجنس في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة الاّ في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملّة والدعوة، ولما كثر أهل هذا البيت وتشاجروا في الإمامة لعلوها وشرفها ادّعاها كل واحد منهم، فلم يجز الاّ أن يكون من صاحب الملّة والدعوة اشارة اليه بعينه واسمه ونسبه كيلا يطمع فيها غيره.
واما الأربع التي في نعت نفسه: فان يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل، وأن يكون معصوماً من الذنوب كلّها، وأن يكون اشجع الناس، وأن يكون أسخى الناس.
فقال عبد الله بن يزيد الأباضي: من أين قلت: انه أعلم الناس؟ قال: لأنه ان لم يكن عالماً بجميع حدود الله وأحكامه وشرائعه وسننه لم يؤمن عليه أن يقلب الحدود، فمن وجب عليه القطع حدّه ومن وجب عليه الحدّ قطعه، فلا يقيم لله عزّوجل حدّاً على ما أمر به فيكون من حيث أراد الله صلاحاً يقع فساداً.
قال: فمن أين قلت: انه معصوم من الذنوب؟ قال: لأنه ان لم يكن معصوماً من الذنوب دخل في الخطأ فلا يؤمن أن يكتم على نفسه ويكتم على حميمه وقريبه ولا يحتج الله بمثل هذا على خلقه.
قال: فمن أين قلت: انه أشجع الناس؟ قال: لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون اليه في الحروب، وقال الله عزّوجل: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَال أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَة فَقَدْ بَاء بِغَضَب مِّنَ اللّهِ)(17) فان لم يكن شجاعاً فرّ فيبوء بغضب من الله، ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عزّوجل حجة الله على خلقه.
قال: فمن أين قلت: انه أسخى الناس؟ قال: لأنه خازن المسلمين فان لم يكن سخياً تاقت نفسه الى أموالهم فأخذها فكان خائناً ولا يجوز أن يحتج الله على خلقه بخائن. فعند ذلك قال ضرار: فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت؟ فقال: صاحب القصر أمير المؤمنين، وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كله فقال عند ذلك: أعطانا والله من جراب النورة. ويحك يا جعفر ـ وكان جعفر بن يحيى جالساً معه في الستر ـ من يعني بهذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين يعني به موسى بن جعفر، قال: ما عنى بها غير أهلها ثم عض على شفتيه وقال: مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة؟! فوالله للسان هذا ابلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف. وعلم يحيى أن هشاماً قد اُتي، فدخل الستر فقال: يا عباسي ويحك من هذا الرجل فقال: يا أمير المؤمنين حسبك تكفى. ثم خرج الى هشام فغمزه فعلم هشام أنه قد أتي، فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه وانسلّ ومر ببيته وأمرهم بالتواري وهرب. ومرّ من فوره نحو الكوفة فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال ـ وكان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد الله عليه السّلام فأخبره الخبر ثم اعتل علة شديدة فقال له بشير: آتيك بطبيب؟ قال: لا أنا ميت، فلما حضره الموت قال لبشير: إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة واكتب رقعة وقل: هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أميرالمؤمنين مات حتف أنفه.
وكان هارون قد بعث الى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به، فلما أصبح أهل الكوفة رأوه وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل والمعدّلون بالكوفة، وكتب الى الرشيد بذلك فقال: الحمد لله الذي كفانا أمره. فخلى عمن كان أخذ به»(18).

(1) الرجال للبرقي ص47.
(2) رجال علي بن داود ص253 رقم 1079.
(3) اختيار معرفة الرجال ص430 رقم 806.
(4) المصدر ص431 رقم 810.
(5) المصدر ص432 رقم 813.
(6) اختيار معرفة الرجال ص437 رقم 823.
(7) اختيار معرفة الرجال ص433 رقم 818.
(8) عيون المعجزات، للشيخ حسين بن عبد الوهاب ص90.
(9) بالجيم المضمومة والنون الساكنة والدال المهله المفتوحة والباء الموحدة (منتهى المقال ص183).
(10) رجال أبي داود ص200 رقم 832.
(11) منتهى المقال.
(12) اختيار معرفة الرجال ص585 رقم 1096.
(13) المصدر ص586 رقم 1097.
(14) اختيار معرفة الرجال ص255 رقم 475.
(15) تنقيح المقال ج3 ص294 رقم 12853.
(16) فهرست ابن النديم ص223.
(17) سورة الانفال: 16.
(18) كمال الدين وتمام النعمة ج2 ص362.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *