ما قاله الأعلام في فضل الامام عليه السلام

ما قاله الأعلام في فضل الامام عليه السلام
أحمد بن حنبل(1):
قال أحمد بن حنبل: «ما جاء لأحد من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب»(2).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «كنت بين يدي أبي جالساً ذات يوم فجائت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر، وخلافة عمر بن الخطاب، وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا فرفع أبي رأسه اليهم فقال: يا هؤلاء قد اكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلي، ان الخلافة لم تزين علياً بل علي زينها»(3).
قال إبراهيم بن علي الطبري: «صرت إلى أحمد بن حنبل رحمه الله، فسألته عن خلافة علي رضي الله عنه، هل تثبت؟ فقال ما سؤالك عن هذا؟ فقلت: إن الناس يزعمون انك لا تثبت خلافته فاستنكر ذلك وقال: أنا أقول وسالت عيناه، الحديث»(4).
قال محب الدين الطبري: «قال أحمد بن حنبل والقاضي اسماعيل بن اسحاق: لم يرد في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روى في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه»(5).
عمر بن عبد العزيز(6):
قال عمر بن عبد العزيز: «ما علمنا ان أحداً كان في هذه الأمة بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أزهد من علي بن أبي طالب»(7).
قال يزيد بن عمرو بن مورق: «كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس العطايا فتقدمت إليه فقال: ممن أنت؟ قلتُ: من قريش، قال: من أي قريش؟ قلت من بني هاشم، فقال: من أي بني هاشم؟ قلت مولى علي، قال من علي فسكت، فوضع يده على صدره وقال: أنا والله مولى علي بن أبي طالب، ثم قال: حدثني عدة انهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم قال: يا مزاحم كم تعطي امثاله؟ قال: مائة وما بقي درهم قال: أعطه خمسين ديناراً لولاية علي بن أبي طالب، ثم قال لي: الحق ببلدك فيأتيك مثل ما يأتي نظرائك»(8).
قال أبو جعفر الاسكافي: ويروى أن قوماً تذاكروا أزهد أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عند عمر بن عبد العزيز، فقال قوم: عمر وقال قوم أبا ذر، فقال عمر بن عبد العزيز: ازهد الناس علي بن أبي طالب، وكيف لا يكون كذلك، وقد قام فيهم يوماً خطيباً، فقال ما رزئت من اموالكم شيئاً إلاّ هذه القارورة أهداها إليّ دهقان(9).
سفيان الثوري(10):
قال أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: «اذا جائك عن علي شيء أثبت لك فخذ به. ما بني لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولقد كان يجاء بحبوبه في جراب من المدينة»(11).
وقال: «حب علي من العبادة وافضل العبادة ما كتم»(12).
أبو جعفر المنصور(13):
قال سليمان بن مهران الأعمش: «بينا أنا نائم في الليل إذ انتبهت بالجرس على بأبي فقلت: من هذا؟ قال: رسول أبي جعفر أمير المؤمنين وكان إذ ذاك خليفة، قال: فنهضت من نومي فزعاً مرعوباً فقلت للرسول: ما وراك هل علمت لم بعث إلي أمير المؤمنين في هذا الوقت؟ قال: لا أعلم، فقمت متفكراً لا أدري على ماذا أنزل الأمر، أفكر بيني وبين نفسي إلى ماذا أصير إليه وأقول لم بعث إلي في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم، ففكرت ساعة فقلت إنّما بعث اليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السّلام، فان أنا اخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبني فأيست والله من نفسي وكتبت وصيتي والرسل يزعجوني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي فنهضت إليه وما اعقل، فلما دخلت عليه سلّمت عليه سلام مخاف وجل، فأومأ إلي أن أجلس، فما جلست رعباً، فإذا عنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه، فحمدت الله عزّوجل إذ رأيت من رأيت عنده، فرجع إلي عقلي وذهني وأنا قائم فسلمت سلاماً ثانياً فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم جلست، فعلم أني دهشت ورعبت منه فلم يقل لي شيئاً فكانت أول كلمة قالها أن قال لي يا سليمان، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: يابن مهران أدن مني فدنوت منه فشم مني رائحة الحنوط فقال:يا أعمش، والله لتصدقني أمرك وإلا صلبتك حياً، فقلت: سلني يا أمير المؤمنين عن حاجتك وما بدا لك أصدقك ولا اكذبك، فوالله لئن كان الكذب ينجيني فان الصدق لأنجى لي منه فقال لي: ويحك يا سليمان إني أجد منك رائحة الحنوط فأخبرني عما حدثتك به نفسك ولم فعلت ذاك؟ فقلت: أنا اخبرك يا أمير المؤمنين واصدقك، أتاني رسلك في بعض الليل فقالوا: أجب أمير المؤمنين، فقمت متفكراً خائفاً وجلا مرعوباً فقلت بيني وبين نفسي ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة وقد غارت النجوم ونامت العيون إلاّ ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السّلام، فان أنا أخبرته بالحق أمر بصلبي حياً، فصليت ركعتين وكتبت وصيتي والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي وجئتك يا أمير المؤمنين سامعاً مطيعاً آيساً من الحياة راجياً أن يسعني عفوك قال: فلما سمع مقالتي علم اني صادق وكان متكئاً فاستوى جالساً وقال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، فلما سمعته قالها سكن قلبي وذهب عنّي بعض ما كنت أجد من رعبي وما كنت اخاف من سطوته علي فقال الثانية: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال: ما اسمي؟ قلت: عبد الله المنصور محمّد بن علي بن عبدالله ابن العباس، قال: صدقت فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله كم رويت في علي فضيلة عن جميع الفقهاء وكم يكون؟ قلت يسيراً نحو عشرة آلاف حديث وما يزداد قال: يا سليمان لأحدثّنك في فضائل علي حديثين اكمل من كل حديث رويت عن جميع الفقهاء، فان حلفت الآن ان لا ترويها لأحد من الشيعة حدثتك بهما قلت: لا احلف ولا أخبر بهما أحداً منهم فقال: اسألك بالله يا سليمان، إلاّ اخبرتني كم حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أخيه وزوج حبيبته. قلت: يسيراً يا أمير المؤمنين قال كم؟ قلت: يسيراً يا أمير المؤمنين، قال: كم ويحك يا سليمان؟ قلت عشرة آلاف حديث أو الف حديث فقال: ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف حديث كما زعمت أولا وما زاد قال: فجثا أبو جعفر على ركبتيه فرحاً وسروراً وكان جالساً ثم قال: والله يا سليمان لأحدثك بحديثين في فضائل علي بن أبي طالب فان يكونا مما سمعت ووعيت فعرفني وان يكونا مما لم تسمع فاسمع وافهم قال: قلت نعم يا أمير المؤمنين فأخبرني، قال نعم أنا اخبرك اني مكثت أياماً وليالي هارباً من بني مروان لا يسعني منهم دار ولا بلد ولا قرار أدور في البلدان، فكلما دخلت بلداً خالفت أهل ذلك البلد فيما يحبون واتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السّلام فكانوا يطعمونني ويسقونني ويكسونني ويزودونني إذا خرجت من عندهم من بلد إلى بلد، حتى قدمت بلاد الشام وكانوا إذا أصبحوا لعنوا علياً في مساجدهم لأنهم كلهم خوارج وأصحاب معاوية، فدخلت مسجداً وفي نفسي منهم شيء فأقيمت الصلاة فصليت الظهر وعلي كساء خلق، فلما سلّم الإمام اتكأ على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحداً منهم يتكلم توقيراً لإمامهم، وإذا بصبيين قد دخلا المسجد فلما نظر إليهما الإمام قال: ادخلا مرحباً بكما ومرحباً بمن سميتكما باسمهما والله ما سميتكما باسمهما إلاّ لحب محمّد وآل محمّد، فإذا احدهما يقال له الحسن والآخر يقال له الحسين، فقلت فيما بيني وبين نفسي قد أصبت اليوم حاجتي ولا قوة إلاّ بالله، وكان شاب إلى يميني فسألته من هذا الشيخ ومن هذان الصبيان؟ فقال: الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب علياً غيره، ولذلك سماهما حسن وحسين، فقمت فرحاً واني يومئذ لصارم لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ فقلت: هل لك في حديث أقر به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك، ان أقررت عيني أقررت عينك، فقلت: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: من والدك وجدك؟ قلت محمّد بن علي بن عبدالله ابن العباس قال: كنا ذات يوم جلوساً عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذ أقبلت فاطمة فدخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت يا ابة إن الحسن والحسين قد غدوا وذهبا منذ اليوم وقد طلبتهما فلا أدري أين ذهبا وان عليّاً يسقي الدالية منذ خمسة أيام يسقي البستان واني طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما اثراً، وإذا أبو بكر فقال: يا أبا بكر، قم فاطلب قرتي عيني، ثم قال: يا عمر قم فاطلبهما، يا سلمان يا أبا ذر يا فلان قال: فأحصينا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبعين رجلا في طلبهما وحثهما فرجعوا ولم يصيبوهما، فاغتم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم غماً شديداً ووقف على باب المسجد وهو يقول: بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفيك إن كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي أخذا براً أو بحراً فاحفظهما وسلّمهما، قال: فإذا جبرئيل قد هبط فقال: يا رسول الله ان الله يقرئك السّلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتم، الصبيان فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وهما في الجنة، وقد وكلت بهما ملكاً يحفظهما إذا ناما وإذا قاما، ففرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فرحاً شديداً ومضى وجبرئيل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار فسلم على الملك الموكل بهما ثم جثا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ركبته وإذا الحسن معانق الحسين وهما نائمان وذلك الملك قد جعل جناحيه تحتهما والآخر فوقهما على كل واحد منهما دراعة صوف أو شعر والمداد على شبتهما، فما زال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يلثمهما حتى استيقظا، فحمل النبي الحسن وجبرئيل الحسين وخرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من الحظيرة.
قال ابن عباس: وجدنا الحسن عن يمين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والحسين عن يساره وهو يقبلهما ويقول: من احبكما فقد احب رسول الله ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله، فقال أبو بكر: يا رسول الله أعطني احدهما أحمله، فقال رسول الله: نعم الحمولة ونعم المطيّة تحتهما فلما ان صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر بن الخطاب فقال له مثل مقالة أبي بكر فرد عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما رد على أبي بكر، ورأينا الحسن متشبثاً بثوب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووجدنا يد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على رأسه، فدخل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المسجد فقال: لأشرفن اليوم ابني كما شرفهما الله تعالى، فقال: يا بلال علي بالناس فنادى فيهم فاجتمعوا فقال: معاشر أصحابي بلغوا عن محمّد نبيكم، سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال عليكم بالحسن والحسين فان جدهما محمّد وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة وأول من سارعت إلى تصديق ما أنزل الله على نبيه وإلى الايمان بالله وبرسوله ثم قال: يا معاشر المسلمين هل ادلكم على خير الناس أباً وأماً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فان اباهما علي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وامهما فاطمة بنت رسول الله وقد شرفها الله في سماواته وأرضه ثم قال: يا معاشر المسلمين، هل أدلّكم على خير الناس عماً وعمةً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين، فان عمهما جعفر ذو الجناحين الطيار مع الملائكة في الجنة وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ثم قال: يا معاشر المسلمين هل أدلّكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: عليكم بالحسن والحسين فان خالهما إبراهيم ابن محمّد وخالتهما زينب بنت محمّد.
ثم قال: ألا يا معاشر الناس اعلمكم ان جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة وامهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وهما في الجنة، ومن أحب ابني علي فهو معنا في الجنة ومن ابغضهما فهو في النار وإن من كرامتهما على الله ان سماهما في التوراة شبراً وشبيراً. اللهم إنك تعلم ان الحسن والحسين في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة واباهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة، ومن يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار، قال: فلما سمع الشيخ الإمام هذا مني وفهم قولي، قال لي أنشدك الله تعالى من أنت؟ قال: قلت أنا رجل من أهل الكوفة قال: أعربي أنت أم مولى؟ قال: قلت: بل عربي شريف فقال لي فانك تحدّث بهذا الحديث وأنت في هذا الكساء الرث فقلت له: ان لي قصة لا أحبّ أن ابديها إلى أحد قال: فابدها لي بأمانة فقلت: إني هارب من بني مروان على هذه الحال التي تراني لئلا اعرف، ولو غيرت حالي لعرفت ولو أردت أن أعرف بنفسي لفعلت ولكني اخاف على نفسي القتل فقال لي: لا خوف عليك، اقم عندي. فكساني خلعتين خلعهما علي وحملني على بغلته وثمن البغلة في ذلك الزمان في تلك البلدة مائة دينار ذهبية قال لي: يا فتى اقررت عيني اقر الله عينك، فوالله لأرشدنّك إلى فتى يقر الله به عينك قال: قلت فارشدني رحمك الله قال: فارشدني إلى باب دار فأتيت الدار التي وصف لي وأنا راكب على البغلة وعليّ الخلعتان، فقرعت الباب وناديت بالخادم فأذن لي بالدخول فدخلت عليه وإذا أنا بفتى قاعد على سرير منجد صبيح الوجه حسن الجسم فسلّمت عليه بأحسن سلام فردّ السلام بأحسن جواب ثم أخذ بيدي مكرماً حتى اجلسني إلى جانبه، فلما نظر إليّ قال:
والله يا فتى إني لأعرف هذه الكسوة التي خلعت عليك واعرف هذه البغلة والله ما كان أبو محمّد ـ وكان اسمه الحسن ـ ليكسوك خلعتيه هاتين وحملك على بغلته هذه إلاّ انك تحب الله ورسوله وذريته وجميع عترته. فأحب رحمك الله ان تحدثني عن فضائل علي بن أبي طالب، فقلت له نعم بالحب والكرامة، حدثني والدي عن أبيه عن جده قال: كنا يوماً جلوساً عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا أقبلت فاطمة وقد حملت الحسن والحسين على كتفيها وهي تبكي بكاءاً شديداً قد شهقت في بكائها فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما يبكيك يا فاطمة لا أبكى الله عينيك؟ فقالت يا رسول الله ومالي لا أبكي ونساء قريش قد عيرتني فقلن لي ان أباك زوجك من رجل معدم لا مال له قال: فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا تبكي يا فاطمة فوالله ما زوجتك أنا بل الله زوجك به من فوق سبع سموات وشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل واسرافيل، ثم انّ الله عزّوجل إطلع إلى أهل الأرض فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار من الخلائق علياً فزوجك الله اياه واتخذته وصياً فعلي مني وأنا منه، فعلي اشجع الناس قلباً وأعلم الناس علماً وأحلم الناس حلماً وأقدم الناس سلماً وأسمحهم كفاً وأحسنهم خلقاً. يا فاطمة اني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي ثم أدفعها إلى علي فيكون آدم ومن ولده تحت لوائه يا فاطمة إني مقيم غداً علياً على حوضي يسقي عرف عرف من أمتي والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، وقد سبق اسمهما في توراة موسى وكان اسمهما في التوراة شبراً وشبيراً سماهما الحسن والحسين لكرامة محمّد على الله ولكرامتهما عليه، يا فاطمة يكسى أبوك حلتين من حلل الجنة ويكسى علي حلتين من حلل الجنة ولواء الحمد في يدي وأمتي تحت لوائي فأناوله علياً لكرامة علي على الله وينادي مناد: يا محمّد نعم الجد جدك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب، وإذا دعاني رب العالمين دعا علياً معي وإذا حبيت حبي علي معي وإذا شفعت شفع علي معي وإذا اجبت اجيب علي معي وانه في المقام المحمود معي عوني على مفاتيح الجنة، قومي يا فاطمة ان علياً وشيعته هم الفائزون غداً. قال: وبينا فاطمة جالسة إذ أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى جلس اليها وقال: يا فاطمة: لا تبكي ولا تحزني فلا بد من مفارقتك فاشتد بكائها، ثم قالت: يا أبة أين القاك؟ قال: تلقينني تحت لواء الحمد اشفع لأمتي، قالت: يا أبة فان لم اجدك؟ قال: تلقينني على الصراط وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن شمالي واسرافيل آخذ بحجزتي والملائكة خلفي وأنا أنادي يا رب أمتي أمتي هوّن عليهم الحساب، ثم انظر يميناً وشمالا إلى أمتي وكل نبي يومئذ مشتغل بنفسه يقول: يا رب نفسي نفسي، وأنا أقول: يا رب أمتي أمتي، وأول من يلحق بي من امتي أنت وعلي والحسن والحسين. يقول الرب يا محمّد ان أمتك لو أتوني بذنوب كأمثال الجبال لغفرت لهم ما لم يشركوا بي شيئاً ولم يوالوا لي عدواً.
فلما سمع الشاب هذا مني أمر لي بعشرة آلاف درهم وكساني ثلاثين ثوباً ثم قال لي من أنت؟ قلت من أهل الكوفة قال: عربي أنت أم مولى؟ قلت عربي قال: فكما أقررت عيني أقررت عينك. ثم قال اني غداً في مسجد بني فلان واياك ان تخطىء الطريق فذهبت إلى الشيخ وهو جالس ينتظرني في المسجد فلما رآني استقبلني وقال: ما فعل أبو فلان؟ قلت كذا وكذا قال: جزاه الله خيراً وجمع بيننا وبينه في الجنة. فلما اصبحت يا سليمان ركبت البغلة واخذت الطريق فلما صرت غير بعيد تشابه علي الطريق وسمعت اقامة الصلاة في المسجد فقلت: والله لأصلين مع هؤلاء القوم، فنزلت عن البغلة ودخلت المسجد فوجدت رجلا قامته مثل قامة صاحبي فصرت عن يمينه فلما صرنا في الركوع والسجود فإذا عمامته قد رمي بها في خلفه فتفرست في وجهه فإذا وجهه وجه خنزير وهكذا رأسه وحلقه ويداه، فلم أعلم ما أصلي وما قلت في صلاتي متفكراً في أمره وسلم الإمام وتفرس الرجل في وجهي وقال: أنت صاحب أخي بالأمس فأمر لك بكذا وكذا؟ قلت: نعم فأخذ بيدي وقامتي فلما رآني أهل المسجد تبعونا فقال لغلامه: إغلق الباب ولا تدع احداً يدخل علينا ثم ضرب بيده إلى قميصه فنزعها وإذا جسده جسد خنزير، فقلت: يا أخي ما هذا الذي أرى بك؟ قال: كنت مؤذناً مع هؤلاء القوم وكنت كل يوم إذا أصبحت العن علياً ألف مرة بين الأذان والاقامة قال: فخرجت من المسجد ودخلت داري هذه يوم الجمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده فاتكأت على هذا الدكان وذهب بي النوم، فرأيت في منامي كأنما أنا بالجنة قد اقبلت فإذا علي فيها متكيء والحسن والحسين معه متكئون بعضهم على بعض مؤتزرون تحتهم مصليات من نور، وإذا أنا برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالساً والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن ابريق وبيد الحسين كأس فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للحسين: اسقني فشرب، ثم قال: اسق أباك فشرب ثم قال للحسن: اسق الجماعة فشربوا ثم قال: اسق هذا المتكي على الدكان فولى الحسن بوجهه عني وقال: يا ابة كيف اسقيه وهو يلعن أبي كل يوم الف مرة وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: مالك لعنك الله تلعن علياً وتشتم أخي مالك لعنك الله تشتم أولادي الحسن والحسين؟ ثم بصق النبي فملأ وجهي وجسدي فلما انتبهت من منامي وجدت موضع البصاق الذي اصابني قد مسخ كما ترى وصرت آية للعالمين.
ثم قال: يا سليمان، اسمعت من فضائل علي اعجب من هذين الحديثين؟ يا سليمان، حب علي ايمان وبغضه نفاق، لا يحب علياً إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ كافر، فقلت يا أمير المومنين لي الأمان؟ فقال: لك الأمان فقلت: ما تقول فيمن يقتل هؤلاء قال: في النار. لا اشك في ذلك، قلت فما تقول: فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم قال: فنكس رأسه، ثم قال: يا سليمان الملك عقيم، ولكن حدث عن فضائل علي ما شئت، والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وسماهما الله تعالى في التوراة على لسان موسى شبّراً وشبيراً، لكرامتهما على الله عزّوجل»(14).
ابن أبي الحديد المعتزلي(15):
قال ابن أبي الحديد: «ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عبادتها حاملا سيفه مشمراً لحربته، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها، كان على سيف عضد الدولة ابن بويه وسيف أبيه ركن الدولة صورته، وكان على سيف ألب ارسلان وابنه ملكشاه صورته، كأنهم يتفاءلون به النصر والظفر، وما أقول في رجل أحب كل أحد أن يتكثر به وودّ كل أحد أن يتجمل ويتحسن بالانتساب اليه، حتى الفتوة التي احسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك، فان أربابها نسبوا أنفسهم اليه وصنفوا في ذلك كتباً، وجعلوا لذلك اسناداً أنهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المشهور المروي انه سمع من السماء يوم أحد:
لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاّ علي(16)
علي بن الحسين المسعودي(17):
قال المسعودي: «والأشياء التي استحق بها اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الفضل هي: السبق إلى الايمان، والهجرة، والنصرة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والقربى منه، [والقناعة] وبذل النفس له، والعلم بالكتاب، والتنزيل والجهاد في سبيل الله، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه والعلم وكل ذلك لعلي عليه السّلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر. إلى ما ينفرد به من قول رسول الله حين آخى بين أصحابه «أنت أخي» وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ضد له، ولا ند، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي» وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ثم دعاؤه عليه السّلام وقد قدم اليه أنس الطائر: اللهم أدخل إلي أحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل عليه علي، إلى آخر الحديث، فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال مما تفرق في غيره…»(18).
محمّد بن ادريس الشافعي(19):
أخرج البيهقي انه قيل للشافعي: ما نفّر الناس عن علي إلاّ أنه كان لا يبالي بأحد. فقال الشافعي: انه كان زاهداً، والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها، وكان عالماً والعالم لا يبالي باحد، وكان شجاعاً والشجاع لا يبالي باحد، وكان شريفاً والشريف لا يبالي بأحد»(20).
وقال:
إذا نحن فضّلنا علياً فإننا *** روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته *** رميت بنصب عند ذكري للفضل
فلا زلت ذا رفض ونصب كليهما *** بحبّهما حتى أوسّد في الرمل
وقال أيضاً:
قالوا ترفضت قلت كلاّ *** ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن تولّيت غير شكّ *** خير امام وخير هادي
إن كان حبّ الولي رفضاً *** فإني أرفض العباد
وقال ايضاً:
يا راكباً قف بالمحصب من منى *** واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضاً كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حبّ آل محمّد *** فليشهد الثقلان إنّي رافضي
قال البيهقي: وانما قال الشافعي ذلك حين نسبه الخوارج إلى الرفض حسداً وبغياً. وله ايضاً وقد قال له المزني: انك رجل توالي أهل البيت فلو عملت في هذا الباب ابياتاً فقال:
وما زال كتماً منك حتى كأنني *** بردّ جواب السائلين لأعجم
واكتم ودي مع صفاء مودتي *** لتسلم من قول الوشاة وأسلم(21)
محمّد بن يوسف الزرندي(22):
قال محمّد بن يوسف الزرندي، بعد ما كتب في مناقب وفضائل علي بن أبي طالب عليه السّلام: «فهذه قطرة من بحار فضائله الزاخرة ذكرناها، ورشحة من سحائب مناقبه الفاخرة اثبتناها، ونبذة من كلماته الفائقة جمعناها، ولو ذهبنا لذكر فضايله الزاخرة ومناقبه الفاخرة وكلماته الرائعة وأمثاله الشافية لطال الكتاب، وهذا القدر كاف فيما أشرنا إليه من ذلك، والله الموفق للصواب.
سقته سحايب الرضوان سحاً *** كجود يديه ينسجم انسجاماً
ولا زالت رواة المزن تهدي *** إلى النجف التحية والسلاما(23)
شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي(24):
قال ابن حجر: في فضائله ـ رضي الله عنه وكرم الله وجهه ـ وهي كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي، وقال اسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ما جاء في علي، وقال بعض المتأخرين من ذرية أهل البيت النبوي: وسبب ذلك ـ والله أعلم ـ أنّ الله تعالى أطلع نبيه على ما يكون بعده مما ابتلي به علي وما وقع من الإختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضى ذلك نصح الأمة باشهاره بتلك الفضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الإختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل وبثها نصحاً للأمة ايضاً، ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبه على المنابر ووافقهم الخوارج لعنهم الله بل قالوا بكفره، اشتغلت جهابذة الحفّاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت نصحاً للأمة ونصرةً للحق(25).
وقال: قال معاوية لخالد بن معمر: لم أحببت علياً علينا؟ قال: على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا حكم… ومناقب علي وفضائله أكثر من أن تحصى»(26).
محب الدين الطبري(27):
قال محب الدين الطبري: في ذكر نبذ من فضائله، أنه أول من أسلم وأول من صلى وأجمعوا أنه صلى إلى القبلتين وهاجر، وشهد بدراً والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها، غير تبوك إستخلفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على المدينة وعلى أعماله بها، وأنه أبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر بلاء عظيماً، وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام القيام الكريم، وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده في مواطن كثيرة منها يوم بدر(28).
الحافظ الكنجي(29):
قال أبو عبدالله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي: وكان علي عليه السّلام كبير البطن، وكان يسمى الأنزع البطين، والمشهور من الأنزع أنه الذي إنحسر الشعر عن جانبي جبهته، وقيل: هو الأنزع من الشرك لأنه لم يشرك بالله تعالى طرفة عين، وقد سألت بعض مشايخي عن معنى قولهم: ـ كرم الله وجهه ـ فقال: يعنون بذلك أنه لم يسجد لصنم فكرمه الله تعالى عن السجود لغيره. ويقال: هو البطين من العلم لغزاره علمه وفطنته وحدة فهمه، كان عنده عليه السّلام لكل معضلة عتادٌ ورزق خشية الله عزّوجل، ولهذا كان أعلم الصحابة، ويدل على أنه كان أعلم الصحابة الإجمال والتفصيل.
أما الإجمال: فهو أن علياً كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم، وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل الفضلاء وخاتم الأنبياء، وكان علي عليه السّلام في غاية الحرص على طلب العلم، وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في غاية الحرص على تربيته وارشاده إلى اكتساب الفضائل، ثم ان علياً عليه السّلام بقي في أول عمره في حجر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي كبره صار ختناً له، وكان يدخل عليه في كل الأوقات. ومن المعلوم أن التلميذ إذا كان في غاية الحرص والذكاء في التعلم، وكان الأستاذ في غاية الحرص على التعليم، ثم اتفق لهذا التلميذ أن اتصل بخدمة مثل هذا الأستاذ من زمن الصغر، وكان ذلك الإتصال بخدمته حاصلا في كل الأوقات، فانه يبلغ ذلك التلميذ في العلم مبلغاً عظيماً ويحصل له ما لا يحصل لغيره، هذا بيان إجمالي، وذلك أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، والعلم في الكبر كالنقش في المدر.
وأما التفصيل فيدل عليه وجوه:
الأول: قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم أقضاكم علي، والقاضي محتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه على الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في جميع العلوم، أما ساير الصحابة فقد رجح كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفرضكم زيد، وأقرؤكم اُبي، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأبو ذر أصدقكم لهجة. وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أوتي جوامع الكلم وخواتمه، فلما ذكر لكل واحد فضيلة وأراد أن يجمعها لابن عمه بلفظ واحد كما ذكر لأولئك، ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم، وانما قلنا ذلك لأن الفقيه لا يصلح لمرتبة القضاء حتى يكون عالماً بعلم الفرائض والكتاب والسنة والكتابة والحلال والحرام، ويكون مع ذلك صادق اللهجة، فلو قال: قاضيكم علي كان متضمناً لجميع ما ذكر في حقهم فما ظنّك بصيغة أفعل التفضيل، وهو قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أقضاكم علي.
الثاني: ما روي أن عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فرفع ذلك إلى علي فنهاهم عن رجمها، وقال: أقل مدة الحمل ستة أشهر فأنكروا ذلك فقال: هو في كتاب الله تعالى قوله عز اسمه (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً)(30) ثم بين مدة إرضاع الصغير بقوله: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ)(31) فتبين من مجمع الآيتين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.
الثالث: روي أن امرأة أقرّت بالزنا وكانت حاملا فأمر عمر برجمها، فقال علي عليه السّلام: ان كان لك سلطان عليها فلا سلطان لك على ما في بطنها. فترك عمر رجمها. وغير ذلك ما لا تحويه الأوراق والأسفار(32).
الخطيب البغدادي(33):
قال الخطيب البغدادي: علي أول من صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من بني هاشم وشهد المشاهد معه، وجاهد بين يديه، ومناقبه أشهر من أن تذكر وفضائله أكثر من أن تحصى(34).
جعفر بن محمّد الأسكافي(35)
قال جعفر الأسكافي: ان علي بن أبي طالب قد برز على الزاهدين بزهده وصبره، وسبق العابدين بعبادته، فكان ممن يطعم الطعام على حب الله مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وكان من المؤثرين على أنفسهم وان كانت بهم خصاصة، وكان من الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، وكان من الصابرين على البأساء والضراء، وكان ممن قسم بالسوية، وعدل في الرعية ولم يرزأ شيئاً من مال الله، ولم تدع عليه زلة ولا تهمة ولا تكبر ولا حمية وفيه نزلت: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(36) تصديقاً لقول رسول الله «من كنت مولاه فعلي مولاه» إذ قرن الله ولايته بولاية رسوله.
وفيه نزلت: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(37) (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ)(38) وكان إذا اجتمع عنده مال من مال المسلمين [أنفقه عليهم] ثم قال:
هذا جناي وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه(39)
صفى الدين الحضرمي(40)
قال الحضرمي: «مناقب سيدنا علي ـ كرم الله وجهه ورضي الله عنه ـ تضاهي في الكثرة النجوم وتباهي في الشهرة الشمس في عدم الغيوم لا يحصرها قلم لو أن البحر مداد وشجر الأرض اقلام، ولا يجمعها ضبط حاسب لو اجتهد في حسابه إلى يوم القيامة صح فيها من الأحاديث عن المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم ما لم يشاركه فيه أحد لكثرته، وورد في القرآن العظيم منها ما هو مشهور فلا يحتاج إلى ذكره لشهرته.
وروي عن الصحابة والتابعين وأئمة السلف من الثناء عليه والإجماع على فضله ما يدل على أن كل أحد بفضيلته اعترف ومن بحور علومه الزاخرة استمد واغترف، وذلك من باب انما يعرف الفضل لذي الفضل ذوو الفضل، وأقر بتقدمه وفضله العدوّ العنيد والصديق(41).
وقال: فأما علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ورضي الله عنه ـ فتواضعه وورعه وزهده أشهر من أن يذكر حتى طلّق الدنيا ثلاثاً، وقال لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، وتقدم جواب ضرار الضبابي لمعاوية لما قال له صف علياً، وتقدم طرف من أحواله، وقد روى بعضهم في سبب مفارقة عقيل بن أبي طالب لأخيه علي ـ رضي الله عنهما ـ أن علياً رضي الله عنه كان يعطيه كل يوم من الشعير ما يتقوّت به هو وعياله، فطلب أولاد عقيل من ابيهم مريساً فجعل يأخذ كل يوم من الشعير الذي يعطيه أخوه قليلاً، ويعزله حتى إجتمع مقدار ما يجعل بعضه في التمر وبعضه في السمن وخبز بعضه وصنع لعياله مريساً، فلم تطب نفوسهم بأكله دون أن يحضر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويأكل منه، فذهب إليه عقيل والتمس منه أن يأتي منزله فلما قدم المريس بين يديه، سأله عنه فحكى له كيف صنع، قال: وهل كان يكفيكم ذاك بعد الذي عزلتم منه فقال: نعم، فلما كان في اليوم الثاني جاء ليأخذ الشعير فنقص منه أمير المؤمنين مقدار ما كان يعزل عقيل كل يوم وقال: إذا كان في هذا ما يكفيك فلا يحل لي أن أعطيك أزيد منه، فغضب عقيل من ذلك فأحمى له أمير المؤمنين حديدة، ثم قربها من خده وهو غافل فجزع لذلك عقيل وتأوّه فقال له أمير المؤمنين: مالك تجزع من هذه الحديدة المحمية وتعرضني لنار جهنم؟ فقال عقيل: والله لأذهبن إلى من يعطيني تمراً ويطعمني تمراً ويوسعني براً، ثم فارقه ولحق بمعاوية، قال ابن عبد البر: ويزعمون أن معاوية قال يوماً بحضرة عقيل: هذا أبو يزيد لو لا علمه بأني خيرٌ له من أخيه لما أقام عندنا وتركه، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خيرٌ لي في دنيا، وقد آثرت دنياي، وأسأل الله خاتمة الخير»(42).
محمّد حبيب الله الشنقيطي(43)
قال الشنقيطي: «والأحاديث الواردة في فضله، وخصائصه، وعلمه، وقضائه، وشدة ذوقه، ومعرفته دقائق الحساب وشجاعته، وأفضليته، وتزويجه بفاطمة الزهراء وحال الناس في محبته وزهده، وتقشفه، ووصاياه واختصاصه بكون ذرية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الباقية بعده من عقبه وشقاوة قاتله أكثر من أن تحصى.
وقال: أما علمه ـ رضي الله عنه ـ فمما لا خلاف فيه بين الصحابة فمن بعدهم. انه كان من أعلم الصحابة وأدقهم نظراً في العويصات وأنه هو أقضاهم كما هو صريح قول رسول الله أقضاكم علي بن أبي طالب، رواه ابن عبد البر وغيره. وقد قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات: وأما علمه فكان من العلوم بالمحل العالي، روى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خمسمائة حديث وستة وثمانين حديثاً»(44).
محمّد صدر العالم(45)
قال محمّد صدر العالم: «أمير المؤمنين إبن عم خاتم المرسلين، أخو رسول رب العالمين وصي رحمة للعالمين أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المطلبي المكّي المدني عليه شآبيب رضوان الله ورحمة، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً في الكعبة المشرفة، أسلمت وهاجرت وتوفيت في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصلى عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونزل في قبرها كما أخرج الحاكم في المستدرك عن علي.
وهو كرم الله وجهه حجة العلماء الربانيين وإمام الشجعان المشهورين ومقتدى الزهاد والخطباء المعروفين، جمع القرآن وعرضه على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعرضه عليه أبو الأسود الدؤلي وأبو عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ولما هاجر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياماً حتى يؤدي عنه أمانته والودايع والوصايا التي كانت عند النبي ثم يلحقه بأهله ففعل ذلك، وشهد مع النبي سائر المشاهد إلاّ تبوك فانه صلّى الله عليه وآله وسلّم استخلفه على المدينة فقال له حينئذ أنت مني بمنزلة هارون من موسى وله في جميع المشاهد الآثار المشهورة واصابته يوم أحد ست عشر ضربة، وأعطاه اللواء في مواطن كثيرة سيما يوم خيبر وأخبر أن الفتح يكون على يده كما في الصحيحين، وحمل يومئذ باب حصنها على ظهره حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها وأنّهم جروه بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا، وفي رواية: أنه تترس بباب عند الحصن عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح عليه، ثم ألقاه فأراد ثمانية أن يقلبوه فما استطاعوا»(46).
ما قاله سائر الأعلام
قال أبو أحمد الحاكم: «كان علي من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بمنزلة هارون من موسى، وصلى القبلتين جميعاً، وهاجر الهجرة الأولى، وشهد المشاهد كلها إلاّ تبوك رده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: أخلفني في أهلي، وقال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ وقال يوم خيبر لأعطيّن الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاول لها أصحاب محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: ادعوا لي علياً، فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع إليه الراية ففتح الله عليه، ولما نزلت (نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ)(47) دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه أقضى الأمة، وكان ابن عم نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وختنه على ابنته وأبا سبطيه، شهد له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنة. مات وهو عنه راض، رحمه الله وحشرنا في زمرته»(48).
قال أبو توبة مؤدب الواثق: «سمعت إبراهيم بن رياح يقول: تستحق الخلافة بخمسة أشياء، بالقرب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والسبق إلى الإسلام والزهد في الدنيا والفقه في الدين والنكاية في العدو، فلم ير هذه الخمسة الأشياء إلاّ في علي»(49).
قال المدائني: «لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجلٌ من حكماء العرب، فقال: والله يا أمير المؤمنين، لقد زينت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك!! وهي كانت أحوج إليك منك اليها»(50).
قال قبيصة بن جابر: «ما رأيت في الدنيا أزهد من علي بن أبي طالب»(51).
قال الحسن بن زيد: «لم يعبد الأوثان قط لصغره ومن ثم يقال فيه كرم الله وجهه، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمواخاة، وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين وأحد السابقين إلى الإسلام وأحد العلماء الربانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين والخطباء المعروفين وأحد من جمع القرآن وعرضه على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعرض عليه أبو الأسود الدؤلي وأبو عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولما هاجر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياماً حتى يؤدي عنه أمانته، والودايع والوصايا التي كانت عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم يلحقه بأهله ففعل ذلك.
وشهد مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سائر المشاهد إلاّ تبوك، فانه صلّى الله عليه وآله وسلّم استخلفه على المدينة وقال له حينئذ: أنت مني بمنزلة هارون من موسى كما مر، وله في جميع المشاهد الآثار المشهودة، وأصابه يوم أحد ست عشرة ضربة، وأعطاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اللواء في مواطن كثيرة سيما يوم خيبر، وأخبر صلّى الله عليه وآله وسلّم أن الفتح يكون على يده كما في الصحيحين وحمل يومئذ باب حصنها على ظهره حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها وأنهم جرّوه بعد ذلك فلم يحمله إلاّ أربعون رجلا. وفي رواية: انه تترس في باب الحصن عن نفسه فلم يزل يقاتل وهو في يده حتى فتح الله عليه ثم القاه فاراد ثمانية أن يقلبوه فما استطاعوا»(52).
قال عبد الرزاق: «سمعت أبي يقول: فُضل علي بن أبي طالب عليه السّلام على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبارك وسلم بسبعين منقبة، لم يشاركه فيها أحد»(53).
روى التيمي(54) عن أبيه قال: «فضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة بمأة منقبة وشاركهم في مناقبهم»(55).

(1) أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن حنبل ولد في مرو سنة 164 ونشأ في بغداد وتوفي بها سنة 241 قيل كان يحفظ ألف ألف حديث وكان من أصحاب الشافعي وخواصه إلى أن ارتحل الشافعي إلى مصر ألف كتباً كثيرة في التفسير والحديث والفقه والسير منها كتاب الفضائل لأمير المؤمنين عليه السّلام والمسند الذي يحتوي على نيّف وأربعين ألف حديث.
(2) نظم درر السمطين ص80، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص168 مع فرق يسير والبدخشي في نزل الأبرار.
(3) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص114 رقم 1153.
(4) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص114 رقم 1154.
(5) الرياض النضرة ج3 ص239.
(6) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم كانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام وقبض وهو ابن تسع وثلاثين سنة وتوفي سنة احدى ومائة من الهجرة.
(7) المناقب للخوارزمي الفصل العاشر ص67.
(8) نظم درر السمطين للزرندي ص112.
(9) المعيار والموازنة ص240 وانظر ابن عساكر ج3 ص202 رقم 1254.
(10) أبو عبدالله سفيان بن مسروق الكوفي الثوري ولد سنة سبع وتسعين وكتب عن نيف ومائة شيخ سافر إلى بغداد وخراسان توفي سنة 161 بالبصرة وهو ابن أربع وستين وسنة مستتراً من السلطان وأوصى إلى عمّار ابن سيف في كتبه فمحاها واحرقها.
(11) المناقب للخوارزمي الفصل العاشر ص67.
(12) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص254 رقم 1328.
(13) أبو جعفر المنصور عبدالله بن محمّد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب ولد في ذي الحجة سنة خمس وتسعين فكانت ولاية بعد أخيه أبي العباس السفاح اثنتين وعشرين سنة إلاّ تسعة ايام ومات وهو ابن ثلاث وستين ستة في مكة ودفن بالحجون.
(14) المناقب للخوارزمي الفصل التاسع عشر ص200 ورواه الطبري في بشارة المصطفى ص114 و171.
(15) عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمّد ابن محمّد بن حسين ابن أبي الحديد المدائني ولد بالمدائن في غرة ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة ونشأبها، ثم رحل الى بغداد، وله مصنفات منها شرح نهج البلاغة لمولانا علي ابن أبي طالب عليه السّلام، ونظم القصائد المعروفة بالعلويات السبع، وشرحها العلامة السيد محمّد العاملي، وتوفي ابن أبي الحديد في بغداد سنة خمس وخمسين وستمائة.
(16) شرح نهج البلاغة ج1 ص9 طبع مصر.
(17) أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي من ولد عبد الله بن مسعود الصحابي ولد في بابل ونشأ في بغداد ورحل في طلب العلم الى أقصى ما يمكنه في البلاد وألف كتباً مفيدة في مواضيع شتى وأشهرها: 1 ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر. 2 ـ إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام توفي في مصر في جمادى الآخرة سنة 333 هجرية وقيل 345.
(18) مروج الذهب ج2 ص437.
(19) محمّد بن ادريس بن عباس بن عثمان بن شافع الهاشمي ولد في غزة سنة 150 وهي السنة التي توفي فيها أبو حنيفة وله مدائح لمولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام توفي سنة 204 في القاهرة.
(20) معارج العلى في مناقب المرتضى ص192.
(21) الصواعق المحرقة ص79.
(22) محمّد بن يوسف الزرندي، المدني، والأنصاري نسباً ولد في المدينة المنورة سنة 693 ونشأ بها وتلمذ عند أبيه وغيره من العلماء حتى صار مدرساً بالحرم الشريف وتصدى القضاوة بعد أبيه في دار الهجرة ثم لضرورة من بوائق الزمان سافر إلى فارس وشيراز في خمسة وأربعين وسبعمائة وتصدّى القضاوة إلى أن توفي عام خمسين وسبعمائة ودفن في شيراز.
(23) نظم درر السمطين ص174.
(24) شهاب الدين أحمد بن محمّد بن علي بن حجر المصري الهيتمي، له مصنفات منها: الصواعق المحرقة، ردّ عليه الشهيد القاضي نور الله التستري في كتابه الصوارم المهرقة، توفي سنة 973.
(25) الصواعق المحرقة ص72.
(26) المصدر ص79.
(27) محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري، ثم المكي شيخ الحرم مولده بمكة سنة خمس عشرة وستمائة تلمذ عند الأساتذة وسمع الحديث من جماعة العلماء وأئمة الحديث إستدعاه المظفر صاحب اليمن ليسمع عليه الحديث فتوجه إليه من مكة وأقام عنده مدةً وصنف التصانيف منها ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، والرياض النضرة في مناقب العشرة وكتاب فضل مكة، توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة.
(28) الرياض النضرة ج3 ص236.
(29) أبو عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي المقتول سنة 658.
(30) سورة الاحقاف: 15.
(31) سورة البقرة: 233.
(32) كفاية الطالب للكنجي الباب التاسع والخمسون ص224.
(33) أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الشافعي ولد سنة اثنين وتسعين وثلاث مائة توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة ببغداد، ودفن بباب الحرب إلى جانب بشر بن الحارث الحافي.
(34) تاريخ بغداد ج1 ص133.
(35) قال النديم: هو أبو القاسم جعفر بن محمّد الأسكافي وكان كاتباً بليغاً ورد إليه المعتصم أحد دواويه وتجاوز كثيراً من الكتاب وله من الكتب، كتاب المعيار والموازنة في الإمامة (كتاب الفهرست للنديم ص213).
ولأبيه أبي جعفر محمّد بن عبدالله الأسكافي مؤلفات كثيرة منها كتاب المقامات في تفضيل علي عليه السّلام، وكتاب فضائل علي عليه السّلام.
وكان أبو جعفر أستاذ إبن أبي الحديد، وقال: كان شيخنا أبو جعفر الأسكافي رحمه الله تعالى من المتحققين بموالاة علي عليه السّلام والمبالغين في تفضيله وان كان القول بالتفضيل عاماً شائعاً في البغداديين من أصحابنا كافة إلا أن أبا جعفر أشدهم في ذلك قولا وأخلصهم فيه إعتقاداً وكان محققاً منصفاً قليل العصبية (شرح نهج البلاغة ج4 ص63 وج17 ص133 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم).
وقال المسعودي وكانت وفاة أبي جعفر سنة أربعين ومأتين وفيها مات أحمد بن حنبل، مروج الذهب ج3 ص554.
(36) سورة المائدة: 55.
(37) سورة السجدة: 18ـ19.
(38) سورة السجدة: 20.
(39) المعيار والموازنة ص226.
(40) صفي الدين أحمد بن الفضل باكثير الحضرمي المكي الشافعي والف كتابه وسيلة المآل في عد مناقب الآل في مكة المكرمة زادها الله شرفاً سنة 1027 الهجرية وتوفي بها سنة 1047.
(41) وسية المآل ص280.
(42) وسيلة المآل ص418.
(43) المحدث والمدرس في الحرمين الشريفين والجامع الأزهر الشيخ محمّد حبيب الله الشنقيطي مؤلف كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب عليه السّلام ولم يذكر فيه حديثاً إلاّ مخرجاً لأصوله الصحاح.
(44) كفاية الطالب ص45.
(45) الشيخ محمّد صدر العالم، أحد كبار علماء السنة في الهند مؤلف معارج العلى في مناقب المرتضى ألفه سنة 1146.
(46) معارج العلى في مناقب المرتضى ص5 و10.
(47) سورة آل عمران: 61.
(48) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص21 رقم 30.
(49 ـ 50) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص98 رقم 1137 و113 رقم 1152.
(51) المناقب للخوارزمي الفصل العاشر ص71.
(52) الصواعق المحرقة ص72.
(53) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص480.
(54) هو موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي تهذيب التهذيب ج10 ص368.
(55) كفاية الطالب للكنجي الباب الثاني والستون ص230.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *