عليٌ قسيم النار و الجنة

عليٌ قسيم النار و الجنة
روى الخوارزمي بأسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «يا علي، إنك قسيم الجنّة والنّار وانّك تنقر باب الجنّة فتدخلها بلا حساب»(1).
وروى الحمويني بأسناده عن عباية عن علي عليه السلام قال: «أنا قسيم النّار إذا كان يوم القيامة قلت: هذا لك وهذا لي. قوله عليه السلام أنا قسيم النّار… ولله درّ القائل في مدحه عليه السلام، وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام:
عليٌّ حُبُّه جُنة *** قسيم النار والجنّة
وصي المصطفى حقّاً *** إمام الإنس والجِنّة(2)
روى ابن المغازلي بأسناده عن علي عليه السلام انه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انك قسيم النار وانك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب»(3).
روى الكنجي عن محمّد بن منصور الطوسي: «كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى ان علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ أليس روينا ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: لا يحبك الاّ مؤمن ولا يبغضك الاّ منافق؟ قلنا: بلى قال: فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة، قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار، قال: فعلي قسيم النار»(4).
وروى الحمويني بأسناده عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا سالتم الله عزّوجل فاسألوه لي الوسيلة. قال أبو سعيد: فسألت النبي عن الوسيلة؟ فقال: هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهراً، وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنتصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد الاّ قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجة. فيأتي النداء من عند الله عزّوجل، يسمع النبيين وجميع الخلائق: هذه درجة محمّد، فأقبل أنا يومئذ متزراً بريطة من نور الجنة، وعليَّ تاج الملك وإكليل الكرامة، وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوبٌ عليه: لا اله إلاّ الله، المفلحون الفائزون بالله، فإذا مررنا بالنبيّين قالوا: هذان ملكان مقرّبان لم تعرفهما ولم نرهما! وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيّان مرسلان، حتى أعلوا الدّرجة وعلي يتبعني، حتى صرت في اعلى درجة منها وعلي اسفل مني بدرجة، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد الاّ قال: طوبى لهذين العبدين. ما اكرمهما على الله، فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله، يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمّد وهذا وليي علي، طوبى لمن احبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: فلا يبقى يومئذ أحد ـ يا علي ـ الاّ استروح إلى هذا الكلام وابيّض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حرباً الاّ اسود وجهه، واضطربت قدمه، فبينما أنا كذلك اذ ملكان قد أقبلا عليّ أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنة، واما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليك يا أحمد، فأقول: السلام عليك يا ملك، من أنت؟ فما أحسن وجهك واطيب ريحك؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنة، وهذه مفاتيح الجنة، بعث بها اليك رب العزة فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضّلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب.
ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد. فأقول: السلام عليك أيها الملك من أنت؟ ما اقبح وجهك وأنكر رؤيتك، فيقول: أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النار بعث بها اليك رب العزة، فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، ثم يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجرة جهنم، وقد تطاير شرارها وعلا زفيرها واشتدّ حرها، وعلي آخذ بزمامها فتقول له جهنم جزني يا علي، فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي عليه السلام: قرّي يا جهنم خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوي، واتركي هذا وليي.
فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام احدكم لصاحبه، فان شاء يذهبها يمنة وان شاء يذهبها يسره، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي في ما يأمرها به من جميع الخلائق، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطاهرين»(5).
روى الخوارزمي بأسناده عن عبدالله، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه تنفجر انهار الجنة وتتفرق في الجنان وهو جالس عل كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم، فلا يجوز أحد الصراط الاّ ومعه براءة لولايته أهل بيته، يرف فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار»(6).
روى محمّد بن رستم بأسناده عن علي، قال: قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي، أنت قسيم النار يوم القيامة»(7).
قال محمّد صدر العالم: «أخرج الدار قطني: انّ علياً قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلا من جملته: أنشدكم بالله، هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله: يا علي، أنت قسيم النار يوم القيامة غيري؟ قالوا: اللهم لا. ومعناه ما رواه عنيزة عن عليّ المرتضى انه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال له: أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك»(8).
وروى ابن عساكر بأسناده «عن عباية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا»(9).
قال ابن الأثير: «وفي حديث علي «أنا قسيم النار» أراد أن الناس فريقان، فريق معي فهم على هدى، وفريق عليَّ فهم على ضلال، فنصف معي في الجنة ونصف عليَّ في النار»(10).
قال الزبيدي: «قول علي رضي الله تعالى عنه: أنا قسيم النار، قال القتيبي: أراد أن الناس فريقان: فريق معي وهم على هدى، وفريق عليَّ وهم على ضلال، كالخوارج، فأنا قسيم النار، نصفٌ في الجنة معي ونصف عليَّ في النار»(11).
روى مير سيد علي الهمداني عن زيد بن أسلم، رفعه: «يا علي، بخ بخ، من مثلك والملائكة تشتاق اليك، والجنة لك، فإذا كان يوم القيامة ينصب لي منبر من نور، ولإبراهيم منبر من نور، ولك منبر من نور، فتجلس عليه وإذا مناد ينادي بخ بخ من وصي بين حبيب وخليل، ثمّ أوتى بمفاتيح الجنة والنار فادفعها اليك»(12).
وروى القندوزي بأسناده عن ابن عمر قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: إذا كان يوم القيامة يوتى بك يا علي بسرير ممن نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله، أين وصي محمّد؟ فتقول: أناذا، فينادي المنادي: أدخل من احبّك الجنة، وأدخل ممن عاداك في النار، فأنت قسيم الجنة والنار»(13).
وروى بأسناده عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي انك قسيم الجنة والنار، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها احبائك بغير حساب»(14).
وروى الكراجكي بأسناده عن أبي ذر، قال: «نظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا خير الأولين والآخرين من أهل السّماوات والأرضين، هذا سيّد الصديقين وسيّد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة ممن نوق الجنّة قد أضاءت القيامة من نورها على رأسه تاج مرصّع بالزّبرجد والياقوت فتقول الملائكة: هذا ملك مقرّب فيقول النبيون: هذا ملك مرسل. فينادي مناد من تحت بطنان العرش: هذا الصديق الأكبر، هذا وصيّي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب. فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب ويدخل فيا من يحب. ويأتي أبواب الجنة فيدخل فيها أولياءه بغير حساب»(15).

(1) المناقب، الفصل التاسع عشر ص209، ورواه ابن المغازلي في المناقب 67 .
(2) فرائد السمطين ج1 ص326 .
(3) المناقب 67 الحديث 97.
(4) كفاية الطالب ص72.
(5) فرائد السمطين ج1 ص106.
(6) مقتل الحسين عليه السلام ج1 ص39 طبع النجف.
(7) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص197، مخطوط.
(8) معارج العلى في مناقب المرتضى ص133، ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة ص75.
(9) ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص244 رقم 753، و754 ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص71. ورواه ابن حجر في لسان الميزان ج6 ص113 رقم 391، وابن كثير في البداية والنهاية ج7 ص355، والذهبي في ميزان الاعتدال ج4 ص208.
(10) النهاية ج4 ص61 كلمة (قسم).
(11) تاج العروس ج9 ص25 كلمة (المقاسم).
(12) ينابيع المودة، ص256.
(13) ينابيع المودة، ص257ـ83، الباب السادس عشر.
(14) نفس المصدر السابق ص84.
(15) كتاب التفضيل ص16.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *