أربعون نصّاً

أربعون نصّاً

قال السيّد:
«عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السُنّة صحاح متواترة، من طريق العترة الطاهرة، نتلو عليك منها أربعين حديثاً»(1)..
وقال رحمه اللّه بعد ذكرها:
«إنّما أوردنا هذه النصوص لتحيطوا بها علماً، وقد رغبتم إلينا في ذلك»(2).

أقول:
ولأنّ ما تصادق عليه الطرفان، وتوافق عليه الفريقان، حجّةٌ على الكلّ، ولا محيص عن الأخذ به واتّباعه..
ولأنّ بعض الجهلة قد توهّموا أنّ الإمامية في إثبات إمامة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام عيالٌ على أهل السُنّة، وليس لهم رواية ولا كتاب يستندون إليه في عقائدهم، والحال أنَّ استدلال علمائنا بكتب أهل السُنّة إنّما هو من باب الإلزام لهم؛ عملاً بقاعدة المناظرة، وإلاّ فإنّ المذهب الحقّ في أُصوله وفروعه في غنىً بالكتاب والسُنّة الثابتة من طريق العترة الطاهرة عن أيّ كتاب أو رواية من سائر الفرق.. ولذا خاطب السيّد أهل السُنّة بقوله:
«وحسبنا حجّةً عليكم ما أسلفناه من صحاحكم»(3).

فقيل:
«إنّ الأحاديث الأربعين التي أوردها الموسوي كلّها أحاديث هالكة وموضوعة باتّفاق أهل العلم بالحديث، وما هي إلاّ بعض ما وضعه الرافضة من أحاديث نصرةً لمذهبهم وتأييداً لباطلهم، والدليل على ذلك من وجوه:
الأوّل: إنّها أحاديث لا سند لها صحيح، ونحن نطالب أتباع الموسوي إثبات صحّة إسناد هذه الأحاديث، فإنّهم قوم لا يعرفون الإسناد وأجهل الناس به.
الثاني: إنّها أحاديث لا يعرفها أهل العلم بالحديث، ولم يخرجوها في كتبهم، لا الصحاح ولا الكتب الستّة ولا المسانيد.
الثالث: إنّها من رواية كذّاب قد حكم عليه الموسوي بأنّه صدوق؛ لأنّه على عقيدته ومذهبه.
والقمّي إنّما هو أحد أعلام الرافضة الّذين اتّفق أهل العلم على ردّ روايتهم؛ لأنّهم أصحاب بدعة كفريّة، ولأنّهم يستحلّون الكذب نصرةً لمذهبهم، كما سبق بيانه في الجزء الأوّل من كتابنا، فكيف تقبل هذه الأحاديث وهي من مرويّاته؟
والقمّي هذا إنّما هو من سلالة القمّيّين الروافض الّذين لقبّوا أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطّاب بلقب بابا شجاع الدين، واخترعوا له عيداً سمّوه: عيد بابا شجاع الدين، وهو اليوم التاسع من ربيع الأوّل بزعمهم..
وأوّل من نادى بهذا اليوم عيداً هو أحمد بن إسحاق بن عبداللّه بن سعد القمّي الأحوص، شيخ الشيعة القمّيّين، وأطلق عليه يوم العيد الأكبر ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية. انظر: ص 908 ـ 209(4)من مختصر التحفة الاثني عشرية.
والقمّي هذا إنّما هو من أحفاد الشريف القمّي الذي والى التتار، ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار المسلمين. انظر: البداية والنهاية 14 : 9».

أقول:
هذا كلام من لا يعقل ما يتفوّه به… فقد ذكر السيّد رحمه اللّه أنّ: «عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السُنّة صحاح متواترة، من طريق العترة الطاهرة، نتلو عليك منها أربعين حديثاً»..
فهذه النصوص:
أوّلاً: لا يعرفها أهل السُنّة؛ فالردّ عليه بأنّها: «أحاديث لا يعرفها أهل العلم بالحديث» ما معناه؟!!
وثانياً: هي متواترة في معناها، وهذه الأربعون طرفٌ منها؛ فما معنى المطالبة بصحّة الأسانيد؟!
وأمّا دعوى أنّ: «أهل العلم بالحديث» هم «أهل السُنّة» والشيعة «قوم لا يعرفون الإسناد وأجهل الناس به»، فهي في الأصل من ابن تيميّة على غرار سائر أكاذيبه ودعاويه الفارغة وافتراءاته الفاضحة.
وأمّا تهجّمات هذا المقلّد المفتري على علماء الشيعة ـ وخاصّةً القمّيّين منهم ـ فهي دليلٌ آخر على عجزه عن الجواب العلمي، وجهله بآداب البحث وقوانين المناظرة.
وأمّا رميه الشيخ ابن بابويه القمّي الملقّب بـ: «الصدوق» بالكذب، فمن آيات نصبه العداء للنبيّ وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام.
وإنّ من أقبح أباطيل هذا الرجل وأوضح أكاذيبه قوله: «والقمّي هذا إنّما هو من أحفاد الشريف القمّي الذي والى التتار ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار المسلمين»..
ففي أيّ سنة كان غزو التتار ديار المسلمين؟
ومَن هو «الشريف القمّي» الذي والاهم؟
وكيف يكون الصدوق القمّي المتوفّى سنة 381 من أحفاده؟
فليجب المغفّلون الجهلة عن هذه الأسئلة!!

* * *

(1) المراجعات: 186.
(2) المراجعات: 194.
(3) المراجعات: 194.
(4) كذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *