في تعيين النبيّ قولاً وفعلاً المراد من “أهل البيت”

قال السيّد ،
مخاطباً الشيخ سليم البشري :
« إنّكم ـ بحمد الله ـ ممّن وسعوا الكتاب علماً ، وأحاطوا بجليّه وخفيّه خبراً ، فهل نزل من آياته الباهرة في أحد ما نزل في العترة الطاهرة ؟! هل حكمت محكماته بذهاب الرجس عن غيرهم ؟! وهل لأحد من العالمين كآية تطهيرهم ؟! ».

أقول :
هذه الآية مباركة هي قوله تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً )(1) .
وقد استدلّ بها أصحابنا ـ تبعاً لأئمّة العترة الطاهرة ـ على عصمة « أهل البيت » ومن ثمّ فهي من أدلّة إمامة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة الطاهرين بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقد كابر بشأنها الخوارج ، والنواصب ، والمخالفون لـ « أهل البيت » منذ اليوم الأوّل ، وإلى يومنا هذا… ولذا كانت هذه الآية موضع البحث والتحقيق ، والأخذ والردّ ، وكتبت حولها الكتب والدراسات الكثيرة(2) .
ونحن نذكر وجه الاستدلال ، ولينظر الناظرون هل هو « ضمن دائرة التمسّك بالكتاب والسنّة ».. أو لا ؟!
وهذه هي الأقوال في المسألة نقلا عن أحد المتعصّبين ضدّ الشيعة الإماميّة :
« وفي المراد بأهل البيت ها هنا ثلاثة أقوال :
أحدها : أنّهم نساء رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم ، لأنّهنّ في بيته. رواه سعيد بن جبير عن ابن عبّاس. وبه قال عكرمة وابن السائب ومقاتل. ويؤكّد هذا القول أنّ ما قبله وما بعده متعلّق بأزواج رسول الله صلّى الله عليه ]وآله [وسلّم. وعلى أرباب هذا القول اعتراض ، وهو : إنّ جمع المؤنّث بالنون فكيف قيل (عنكم ) و( يطهّركم ) ؟ فالجواب : إنّ رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم فيهنّ فغلّب المذكّر.
والثاني : إنّه خاصّ في : رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين. قاله أبو سعيد الخدري ، وروي عن أنس وعائشة وأمّ سلمة نحو ذلك.
والثالث : إنّهم أهل رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم وأزواجه ، قاله الضحّاك »(3) .
فهذه عبارة الحافظ ابن الجوزي..
فالقائل باختصاص الآية بالرسول وبضعته ووصيّه وسبطيه عليهم الصلاة والسلام ، هم جماعة من الصحابة ، وعلى رأسهم : أمّ سلمة وعائشة… من زوجاته…
وعلى رأس القائلين بكونها خاصّة بالأزواج : عكرمة البربري… لما سيأتي من أنّ ابن عبّاس من القائلين بالقول الثاني.
أمّا القول الثالث فلم يحكه إلاّ عن الضحّاك !
فمن هم « أصحاب الآراء الصحيحة » ؟! ومن هم « اصحاب البدع والأهواء » ؟ ! ولماذا أعرض الّذين ادّعوا أنّهم « كانوا تابعين لما تدلّ عليه معاني القرآن الكريم ، موضّحين لدلالات ألفاظه كما فهمها سلف الأمّة وعلماؤها ، وكما فسّرها الرسول صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان » عن قول أمّ سلمة وعائشة وجماعة من كبار الصحابة ومشاهيرهم ـ كما سيجيء ـ وأخذوا بقول « عكرمة » الذي ستعرفه ، وأمثاله ؟!
وأمّا تفصيل المطلب ، ففي فصول :
الفصل الأوّل
في تعيين النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قولاً وفعلاً
المراد من « أهل البيت »

فقد أخرج جماعة من كبار الأئمّة والحفّاظ والأئمّة حديث الكساء ، الصريح في اختصاص الآية المباركة بالرسول وأهل بيته الطاهرين عليهم الصلاة والسلام ، عن عشرات من الصحابة :
(1) سورة الأحزاب 33 : 33 .
(2) ولنا فيها كتاب ردّاً على كتيّب للدكتور عليّ أحمد السالوس ، أسماه : « آية التطهير بين أمّهات المؤمنين وأهل الكساء » صدر بعنوان « مع الدكتور السالوس في آية التطهير » وهناك التفصيل الأكثر.
(3) زاد المسير في علم التفسير ـ للحافظ ابن الجوزي ، المتوفّى سنة 597 ـ 6 : 381 ـ 382 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *