غزوه القسطنطينيّة

غزوه القسطنطينيّة!!
ثم يذكر فضلا وجهاداً ليزيد بن معاوية:
«… فمن أن يعلم الإنسان أن يزيد أو غيره من الظلمة لم يتب من هذه؟ أو لم تكن له حسنات ماحية تمحو ظلمه؟ ولم يبتل بمصائب تكفّر عنه؟… وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أوّل جيش يغزو القسطنطينيّة مغفور لهم. وأوّل جيش غزاها كان أميرهم يزيد، والجيش عدد معين لا مطلق، وشمول المغفرة لآحاد هذا الجيش أقوى من شمول اللّعنة لكلّ واحد واحد من الظالمين، فإنّ هذا أخص والجيش معيّنون.
ويقال: إنّ يزيد إنما غزا القسطنطينية لأجل هذا الحديث.
ونحن نعلم أن أكثر المسلمين لابدّ لهم من ظلم، فإن فتح هذا الباب ساغ أن يلعن أكثر موتى المسلمين، والله تعالى أمر بالصّلاة على موتى المسلمين، لم يأمر بلعنتهم»(1).
أقول:
أوّلا: إذا كان يزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولم يهن الكعبة، وكان في وقعة الحرة معذوراً، فأيّ ذنب له حتّى يتوب منه؟
وثانياً: كم واحد من المسلمين صدر منه ما صدر من يزيد حتى يقال: «نحن نعلم أن أكثر المسلمين لابدّ لهم من ظلم…»؟
وثالثاً: وهو المهم… إنه ينقل حديثاً عن (صحيح البخاري) في فتح القسطنطينية ثمّ يخبر عن غزو يزيد لها… وقد كفانا محقّقه مؤنة الفحص عن هذا الحديث وتحقيقه بقوله:
«لم أجد الحديث بهذا اللفظ، ولكن وجدت عن عبادة بن الصامت الحديث في البخاري 2/450 (كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في قتال الروم) ونصّ الحديث: أول جيش من امّتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أُمّ حرام: قلت: يا رسول الله: أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم، ثم قال النبي: أول جيش من امّتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا…».
ثم هل كان غزو يزيد وكونه «مغفوراً له» قبل الوقائع المذكورة أو بعدها؟
وإذا كان يزيد «مغفوراً له» بحكم الحديث الصحيح!! فلماذا أوجب أحمد ابن حنبل وابن الجوزي والتفتازاني ـ وكثيرون غيرهم ـ لعن يزيد والبراءة منه؟! وتجد كلماتهم في (الشرح).

(1) منهاج السنة 4/571ـ572.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *