9 ـ حول قول عمر: لو لا علي لهلك عمر

9 ـ حول قول عمر: لو لا علي لهلك عمر
ويجيب ابن تيمية عمّا تواتر من قول عمر كثيراً: «لو لا علي لهلك عمر»:
«هذا لا يعرف أنّ عمر قاله إلاّ في قضية واحدة، إن صحّ ذلك، وكان عمر يقول مثل هذا لمن هو دون علي»(1).
أقول:
قد قاله عمر في وقائع كثيرة، يجدها المتتبّع لكتب القوم في التفسير والحديث والفقه وغيرها، وبما أن ابن تيميّة يدّعي: «لا يعرف أنّ عمر قاله إلاّ في قضيّة واحدة» مع التشكيك في صحتها أيضاً!! فنحن نكتفي بذكر قضيّتين:
1 ـ قضيّة المرأة التي ولدت لستّة أشهر فهمّ عمر برجمها، رواها: عبدالرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي، وابن عبد البر، والمحبّ الطبري، والمتقي الهندي، وغيرهم… قال الطبري: «فترك عمر رجمها وقال: لو لا علي لهلك عمر»(2) بل في رواية ابن عبد البر: «فكان عمر يقول: لو لا علي لهلك عمر»(3).
2 ـ قضية المرأة المجنونة التي زنت، أخرجها عبد الرزاق، والبخاري، وأحمد، والدار قطني وغيرهم، قال المناوي ـ بشرح قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ـ: «وأخرج أحمد: أن عمر أمر برجم امرأة، فمرّ بها علي، فانتزعها، فأخبر عمر، فقال: ما فعله إلاّ لشيء، فأرسل إليه فسأله، فقال: أما سمعت رسول الله ـ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ يقول: رفع القلم عن ثلاث. الحديث؟ قال: نعم. قال: فهذه مبتلاة بني فلان، فلعلّه أتاها وهو بها. فقال عمر: لو لا علي هلك عمر. واتّفق له مع أبي بكر نحوه،…»(4).
هذا، ولعمر في هذه الوقائع كلمات اُخرى في حقّ علي عليه السّلام، كقوله: «لا أبقاني الله بعدك يا علي» وقوله: «لا أبقاني الله لمعضلة لست لها يا أبا الحسن» وقوله: «لا كنتُ في بلد لست فيه» وأمثالها، وهي موجودة في الكتب المعتبرة المشهورة.

(1) منهاج السنة 8/62.
(2) الرياض النضرة 2/194.
(3) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ـ باب علي الترجمة 1855ـ3/1103.
(4) فيض القدير، شرح الجامع الصغير ـ الحديث 5594 4/470.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *