عود إلى ترجمة العلاّمة الحلي وثناء العلماء عليه

عودةٌ إلى ترجمة العلاّمة
وأمّا العلاّمة… فإنّه وإن وصفه ابن تيميّة ـ متى ما ذكره في كتابه ـ بالسبّ والشتم… فقد وصفه أعلام أهل السنّة ـ من المعاصرين له والمتأخرين عنه ـ بالإمامة في العلوم، وطيب الخلق، ومحاسن الصّفات:
قال الصّفدي: «الشيخ جمال الدين ابن المطهر، الحسين(1) بن يوسف بن المطهر، الإمام العلامة ذو الفنون جمال الدين ابن المطهر الأسدي الحلي المعتزلي، عالم الشيعة وفقيههم، صاحب التصانيف التي اشتهرت في حياته. تقدّم في دولة خربندا تقدّماً زائداً، وكان له مماليك وإدرارات كثيرة، وأملاك جيّدة، وكان يصنّف وهو راكب، شرح مختصر ابن الحاجب، وهو مشهور في حياته، وله كتاب في الإمامة ردَّ عليه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في ثلاث مجلدات، وكان يسمّيه ابن المنجّس. وكان ابن المطهر ريّض الأخلاق مشتهر الذكر، تخرّج به أقوام كثيرة وحجّ أواخر عمره، وخمل وانزوى إلى الحلّة، وتوفّي سنة 25 وقيل: سنة ست وعشرين وسبع مائة، في شهر المحرم وقد ناهز الثمانين. وكان إماماً في الكلام والمعقولات. قال الشيخ شمس الدين: قيل اسمه يوسف، وله الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة»(2).
وقال ابن حجر العسقلاني: «الحسين(3) بن يوسف بن المطهر الحلي المعتزلي جمال الدين الشيعي، ولد في سنة بضع وأربعين وستمائة، ولازم النصير الطوسي مدةً، واشتغل في العلوم العقلية فمهر فيها، وصنّف في الاصول والحكمة، وكان صاحب أموال وغلمان، وحفدة، وكان رأس الشيعة بالحلّة، واشتهرت تصانيفه وتخرّج به جماعة، وشرحه على مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن في حلّ ألفاظه وتقريب معانيه. وصنّف في فقه الإمامية، وكان قيّماً بذلك داعية إليه. وله كتاب في الإمامة ردَّ عليه فيه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمّى بالرد على الرافضي، وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الرد إلاّ أنه تحامل في مواضع عديدة، وردّ أحاديث موجودة وإن كانت ضعيفة بأنها مختلقة، وإيّاه عنى الشيخ تقي الدين السبكي بقوله:
وابن المطّهر لم تطهر خلائقه *** داع إلى الرفض غال في تعصّبه
ولابن تيمية ردّ عليه له *** أجاد في الرد واستيفاء أضربه
الأبيات.
وله كتاب الأسرار الخفية في العلوم العقلية، وغير ذلك. وبلغت تصانيفه مائة وعشرين مجلدة فيما يقال. ولما وصل إليه كتاب ابن تيمية في الردّ عليه كتب أبياتاً أوّلها:
لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى *** طرّاً لصرت صديق كلّ العالم
الأبيات.
وقد أجابه الشمس الموصلي على لسان ابن تيمية.
ويقال: إنه تقدّم في دولة خربندا وكثرت أمواله، وكان مع ذلك في غاية الشح، وحجّ في أواخر عمره، وتخرّج به جماعة في عدّة فنون.
وكانت وفاته في شهر المحرم سنة: 726 أو في آخر سنة 725.
وقيل: اسمه الحسن بفتحتين. وقد تقدم التنبيه عليه»(4).
وقال ابن حجر أيضاً: «الحسين بن يوسف بن المطهر الحلّي. عالم الشيعة وإمامهم ومصنّفهم، وكان آية في الذكاء. شرح مختصر ابن الحاجب شرحاً جيّداً سهل المأخذ، غاية في الإيضاح، واشتهرت تصانيفه في حياته، وهو الذي ردّ عليه الشيخ تقي الدين ابن تيميِّة في كتابه المعروف بالردّ على الرافضي.
وكان ابن المطهر مشتهر الذكر ريض الأخلاق. ولمّا بلغه بعض كتاب ابن تيمية قال: لو كان يفهم ما أقول أجبته.
ومات في المحرم سنة 726 عن 80 سنة. وكان في آخر عمره انقطع في الحلّة إلى أن مات»(5).
وهكذا تجد الكلمات في غير هذه الكتب من المصادر الجليلة، في الثناء على العلاّمة الحلّي وكتبه وآثاره.
إذن، فقد شذّ ابن تيميّة في كلّ ما قاله في التنقيص من النصير الطوسي وابن المطهّر الحلّي والحطّ عليهما…

(1) والصحيح: الحسن.
(2) الوافي بالوفيات ـ الترجمة 3725 الشيخ جمال الدين ابن المطّهر ـ 13/54ـ55.
(3) والصحيح: الحسن.
(4) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة الترجمة 1618، الحسين بن يوسف بن المطهّر الحلّي 2/71 ـ 72. وفيه مواقع للنظر.
(5) لسان الميزان الترجمة 2841، الحسين بن يوسف بن المطهّر الحلّي، 2: 587. ولا يخفى أنه لم يصفه هنا بـ «المعتزلي» ولا بـ «الشحّ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *