مقدّمة

مقدّمة :
إنه لا اختصاص لهذا البحث بالألفاظ المشتركة …
وليس موضوع البحث ومحلّ الخلاف هو المتعدّد الذي اعتبر واحداً واستعمل اللّفظ فيه ، فإن هذا جائز بلا خلاف ، كما لو اعتبر الاثنان أو الجماعة واحداً ، واستعمل اللَّفظ في ذلك الواحد الإعتباري ، كما هو الحال في الألفاظ الموضوعة للجماعة مثل « قوم » و « رهط » .
وليس موضوع البحث أن يكون كلّ واحد من المعاني موضوعاً مستقلاّ للحكم عليه بالنفي أو الإثبات كما ذكر المحقق الرشتي ، لأن مثل لفظ «العشرة» الموضوع لمعنىً واحد ، والمستعمل في معنىً واحد ، تارةً : يقع موضوعاً لحكم واحد ، كقولنا : هؤلاء العشرة فعلوا كذا ، أي : كلّهم مجتمعين ، واخرى : يقع موضوعاً لأحكام متعدّدة ، كقولنا : هؤلاء العشرة علماء … فليس المراد من استعمال اللّفظ في أكثر من معنى هو وجود أحكام متعدّدة .
بل المراد ـ كما ذكر المحقق الخراساني ـ أن يستعمل اللّفظ في كلّ من المعاني ، كما لو كان ـ أي كلّ واحد منها ـ هو وحده المستعمل فيه فقط … فهل هذا الإستعمال ـ أي : إعمال جميع مقوّمات الإستعمال حالكون المعنى واحداً في مورد تعدّد المعنى ـ ممكن أو غير ممكن ؟
والكلام في جهتين :
الاولى : هل يمكن عقلا أو لا ؟
والثانية : هل يمكن عقلاءً أو لا ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *