مناقشة الشيخ الحائري مع المحقق الخراساني

مناقشة الشيخ الحائري مع المحقق الخراساني
وتعرّض شيخنا لإشكال الشيخ الحائري على صاحب ( الكفاية ) ، وهو : إنّ الذي تعلَّق به التكليف ودخل تحت الأمر ليس الصّلاة المركَّب من التكبيرة والركوع والسجود وغيرها ، لأن المركب ينقسم إلى الصحيح والفاسد ، فلا يستقيم قول الصحيحي كالمحقق الخراساني ، بل إن الصلاة معنى بسيط ، وهو غير التكبير والركوع والسجود ، إلاّ أنه متّحد معها وجوداً ، وهذا المعنى البسيط هو الداخل تحت الأمر ، وإذا كان بسيطاً كما تقدَّم فلا يعقل فيه الأقل والأكثر ، فلا مناص على القول بالوضع للصحيح من الإلتزام بالإشتغال .

وجوابها
وأجاب دام ظلّه عن ذلك : بأن من البسيط ما هو آني الوجود ، وهذا لا يعقل فيه الأقل والأكثر ، والمتيقَّن والمشكوك ، كما ذكر . ومن البسيط ما هو تدريجي الوجود ، وهذا هو مراد صاحب ( الكفاية ) ، وهو متّحد مع الأجزاء من التكبير وغيره ، يتحقق بالتدريج مع كلّ واحد من الأجزاء ، نظير الخط ، فإنّه وإنْ كان خطّاً واحداً لكنه ممتد بسبب الوجود ، وعليه يمكن تصوير الأقل والأكثر ، بأنْ يقال مثلا : قد علم بتعلّق التكليف من التكبيرة إلى السجود ، وما زاد عن ذلك فمشكوك فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *