التغيّرات السماوية و الحوادث الكونيّة

وبعد الفراغ من البحث، نرى من الضروريّ التعرّض لبعض المسائل المتعلّقة بحركة الإمام عليه السلام وواقعة الطفّ، تقويةً لعقيدة أهل الإيمان، ودحضاً لتشكيكات بعض أهل النصب والنفاق:

التغيّرات السماوية و الحوادث الكونيّة
إنّ الأخبار المعتبرة في كتب القوم المشهورة المعتمدة، في أنّ السماء صارت تمطر دماً بعد استشهاد الإمام وأصحابه، وأنّه ما رُفع حجر من الأرض إلاّ وتحته دم، وأنّه ما ذُبح جزور إلاّ وكان كلّه دماً، وأنّ الشمس انكسفت، وأنّ من شارك في قتله قد ابتُلي بعاهة… هذه الأخبار كثيرة، تجدها في: «دلائل النبوّة» للبيهقي، و «معرفة الصحابة» لأبي نُعيم، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي، و «البداية والنهاية» لابن كثير، و «مجمع الزوائد» للهيثمي، و «تاريخ الخلفاء» للسيوطي، وفي غير هذه الكتب.
ونحن نكتفي بإيراد بعض ما نصَّ الحافظ الهيثمي والحافظ ابن كثير ـ وهما من نقدة الحديث عندهم ـ على صحّته أو حسّنه سنداً:
* قال الهيثمي: «عن أُمّ حكيم، قالت: قُتل الحسين وأنا يومئذ جويرية، فمكثت السماء أيّاماً مثل العلقة».
قال: «رواه الطبراني، ورجاله إلى أُمّ حكيم رجال الصحيح»(1).
* وفيه: «عن أبي قبيل، قال: لمّا قُتل الحسين بن عليّ انكسفت الشمس كسفةً حتّى بدت الكواكب نصف النهار، حتّى ظننّا أنّها هي».
قال: «رواه الطبراني، وإسناده حسن»(2).
* وفيه: «الزهري، قال: قال لي عبدالملك: أيّ واحد أنت إنْ أعلمتني أيّ علامة كانت يوم قتل الحسين؟
فقال: قلت: لم تُرفع حصاة ببيت المقدس إلاّ وُجد تحتها دم عبيط.
فقال لي عبدالملك: إنّي وإيّاك في هذا الحديث لقرينان».
قال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات»(3).
* قال: «وعن الزهري، قال: ما رُفع بالشام حجر يوم قُتل الحسين بن عليّ إلاّ عن دم».
قال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح»(4).
* وفيه: «عن دويد الجعفي، عن أبيه، قال: لمّا قُتل الحسين انتُهِبت جزورٌ من عسكره، فلمّا طُبخت إذا هي دم».
قال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات»(5).
* وقال ابن كثير: «وأمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت مَن قتله فأكثرها صحيح، فإنّه قلّ مَن نجا مِن أُولئك الّذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتّى أُصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون»(6).

(1) مجمع الزوائد 9 / 196، وانظر: المعجم الكبير 3 / 113 ح 2836.
(2) مجمع الزوائد 9 / 197، وانظر: المعجم الكبير 3 / 114 ح 2838.
(3) مجمع الزوائد 9 / 196، وانظر: المعجم الكبير 3 / 119 ح 2856.
(4) مجمع الزوائد 9 / 196، وانظر: المعجم الكبير 3 / 113 ح 2835.
(5) مجمع الزوائد 9 / 196، وانظر: المعجم الكبير 3 / 121 ح 2864.
(6) البداية والنهاية 8 / 161 حوادث سنة 61 هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *