الحديث السابع

الحديث السابع
أخرج أبو داود قائلا:
«حدّثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبداللّه أنّه كان يحدّث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أُري الليلة رجلٌ صالحٌ أنّ أبا بكر نيط برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر.
قال جابر: فلمّا قمنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قلنا: أمّا الرجل الصالح، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمّا تنوّط بعضهم ببعض، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال أبو داود: رواه يونس وشعيب، لم يذكرا عَمْراً»(1).
وأخرج الحاكم قائلا:
«أخبرناه أبو عبداللّه محمّد بن عبداللّه الصفّار، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا موسى بن هارون البردي، ثنا محمّد بن حرب، حدّثني الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان، عن جابر بن عبداللّه ـ رضي اللّه عنهما ـ : إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أُري الليلة رجل صالح أنّ أبا بكر ـ رضي اللّه عنه ـ نيط برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر.
قال جابر: فلمّا قمنا من عند النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قلنا: الرجل الصالح النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضاً، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة، ولم يخرجاه»(2).
أقول:
حكم الذهبي في تلخيصه بصحّة هذا الحديث.
لكنّ الحاكم رواه مرّةً أُخرى عن طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن محمّد بن حرب، عن سعيد بن عبداللّه الجرجسي، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر، ثمّ قال:
«قال الدارمي: فسمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن حرب يسند هذا الحديث، والناس يحدّثون به عن الزهري مرسلا، إنّما هو عمرو بن أبان، ولم يكن لأبان بن عثمان ابن يقال له عمرو»(3).
وفي هذا المقام أيضاً وافقه الذهبي!
أقول: يكفي في سقوط الحديث ـ بغضّ النظر عن رجاله، فإنّ «محمّد بن حرب» و«محمّد بن الوليد الزبيدي» كليهما من أهل حمص، وهم مشهورون بالبغض لعليٍّ عليه السلام، كما نصَّ عليه ياقوت في «حمص» من «معجم البلدان»، لا سيّما وأنّ كليهما من قضاة دمشق كما في ترجمتهما في «تهذيب التهذيب». وأيضاً فإنّ «ابن شهاب الزهري» من أشهر المنحرفين عن أميرالمؤمنين عليه السّلام ـ كلام أبي داود في آخره، وكلام يحيى بن معين.
أمّا التناقض من الحاكم والذهبي فلم أجد له حلاّ!!

(1) سنن أبي داود 3 / 213 ـ 214 كتاب السنة باب في الخلفاء رقم 4636.
(2) المستدرك 3 / 75 كتاب معرفة الصحابة رقم 4439.
(3) المستدرك 3 / 109 كتاب معرفة الصحابة (فضائل عثمان بن عفان) رقم 4551.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *