و جاء دور العلماء…
من محدِّثين ومتكلّمين… .
فالأكثر يروون خبر الغدير… وحديثه… كما هو الواقع(1) وقد أوقفناك على بعض المصادر… .
ومنهم… من يكتمه… تبعاً لبعض أسلافه من الصحابة… .
ومنهم… من لا يروي صدره، وهو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «ألست أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟».
ومنهم… من لا يروي ذيله، وهو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه».
لكنّ كلّ هذا لا يجدي نفعاً… إذ الاعتراض… كما فعل الفهري… كفر يستتبع العذاب… والكتمان… كما فعل قوم… كبيرة تستتبع الخزي… والتحريف… خيانة تكشفها الأيّام… فليكن كلّ ذلك… لكن بصبغة علميّة… .
إنّه التشكيك في دلالة الحديث… .
وهذا الموقف أيضاً ـ وإنْ كان ممّن لا يبالي بما يخرج من فيه أو يقال فيه ـ يدلّ بدوره على أنّه نبأ عظيم… هم فيه مختلفون… .
(1) أي رووه بصدره وذيله كما ذكرناه سابقاً… ولكنّ أحداً منهم لم يروِ القصّة كاملةً، فقد ذكروا أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «خطبهم» ]المسند 4 / 372[ وأنّه «قال ما شاء اللّه أن يقول» ]المستدرك 3 / 109[ وأنّه «ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلاّ قد أخبرنا به يومئذ» ]مجمع الزوائد 9 / 105[ فأين ما قال؟! ولماذا لم يرووه؟!