المعارضة يوم الغدير:
روى الشيخ محمّد بن مسعود العيّاشي عن جعفر بن محمّد الخزاعي عن أبيه عن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث قال:
«لما قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما قال يوم غدير خم مرّ المقداد بجماعة وهم يقولون: أراد أن يولّيها علياً من بعده، أمّا واللّه ليعلمنّ!
فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فدعاهم فحلفوا ما قالوا ذلك»(1).
وروى: «عن أبان بن تغلب عنه عليه السّلام قال:
«لمّا نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم علياً يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال رجلان من قريش: واللّه لا نسلّم له ما قال أبداً.
فأخبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فسألهما عمّا قالا، فكذبا وحلفا باللّه ما قالا شيئاً»(2).
وروى السيّد شرف الدين علي النجفي (من أعلام القرن العاشر) عن محمّد بن العباس قال:
«حدّثنا علي بن العبّاس عن الحسن بن محمّد عن يوسف بن كليب عن خالد عن حفص بن عمر عن حنان عن أبي أيوب الانصاري قال:
لمّا أخذ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بيد علي فرفعها وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال أناس: إنّما افتتن بابن عمّه»(3).
أقول: لابدّ وأنّه كان في ذاك المشهد اُناس آخرون على رأي الفهري، ولو جاهروا بالمعارضة وعارضوا الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما فعل، لأصابهم ما أصابه وأثبت في التاريخ الخبر… لكنّهم ـ كما رأيت ـ كذبوا وحلفوا ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر… .
(1) إثبات الهداة 2 / 137.
(2) إثبات الهداة 2 / 137.
(3) المصدر.