الاستناد إليه في العلوم:
وهكذا ثبت بطلان هذا الحديث من الأساس… فيبطل كلّ ما بُني عليه وفُرّع منه من قبل بعض الناس… .
في علم الأخلاق:
فالمؤلّف في علم الأخلاق والسلوك يستدلّ به في مباحثه… فترى الغزّالي يذكره فيما يستدّل به في مباحث الزهد من كتابه(1).
في علم الحديث:
ومن المحدّثين من استند إلى هذا الحديث لتصحيح حديث غير صحيح!!
يقول القاري:
«حديث مسح العينين بباطن أنملتي السبّابتين بعد تقبيلهما عند سماع قول المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، مع قوله: أشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، رضيت باللّه ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد عليه الصلاة والسلام نبيّاً.
ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصدّيق أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: من فعل ذلك فقد حلّت عليه شفاعتي.
قال السخاوي: لا يصحّ.
وأورده الشيخ أحمد الرداد في كتابه «موجبات الرحمة» بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه، عن الخضر عليه السلام، وكلّ ما يروى في هذا فلا يصحّ رفعه ألبتّة.
قلت: وإذا ثبت رفعه على الصدّيق فيكفى العمل به!! لقوله عليه الصلاة والسلام: عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين…»(2).
في علم الكلام:
والمتكلّمون منهم عندما يبحثون عن أدلّة الإمامة وشروطها وأوصاف الإمام وحكم الخارج عليه… يقولون بحرمة الخروج على الإمام حتى في حال تغلّبه على الأمر بالقهر والسيف، وحتّى إذا صدر منه الفسق والجور والحيف… استناداً إلى أمثال هذا الحديث المختلق البيّن الزيف… .
ولقد أفرط بعض النواصب المتعصّبين فقال في قضيّة استشهاد الإمام الحسين السبط عليه السلام بما لا يتفوّه به أحد من المسلمين.. وهذه عبارته:
«وما خرج إليه أحد إلاّ بتأويل، ولا قاتلوه إلاّ بما سمعوا من جدّه المهيمن على الرسل، المخبر بفساد الحال، المحذّر ]عن [الدخول في الفتن، وأقواله في ذلك كثيرة، منها ]ماروى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح[ قوله: صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «إنّه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأُمّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان فما خرج الناس إلاّ بهذا وأمثاله… وَدَع الأمر يتولاّه أسود مجدّع حسبما أمر به صاحب الشرع صلوات اللّه عليه وسلامه…».
قال: «وأخرج البخاري عن عبداللّه بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبدالملك بن مروان كتب: إنّي أقرّ بالسمع والطاعة لعبد الملك أمير المؤمنين على سُنّة اللّه وسُنّة رسوله ما استطعت. وإنّ بنيَّ قد أقرّوا بمثل ذلك»(3).
ومنهم من جعله من أدلّة خلافة الخلفاء الأربعة، وذكره في مقابلة الأحاديث الدالّة على خلافة أمير المؤمنين بعد رسول اللّه بلا فصل… كالشيخ عبدالعزيز الدهلوي حيث تمسّك به في مقابلة حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين(4).
في علم الفقه:
وفي الفقه استدلّوا بالحديث لتبرير بدع الخلفاء وما أحدثوه في الدين… .
ولنذكر من ذلك نموذجين:
(1) إحياء علوم الدين 4 / 233.
(2) الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، للقاري: 306.
(3) العواصم من القواصم: 264.
(4) التحفة الاثنا عشرية في الردّ على الإماميّة: 219.