ترجمة الحافظ العلائي
و«العلائي» هو: الحافظ خليل بن كليدي صلاح الدين أبو سعيد الدمشقي، ترجم له ابن قاضي شهبة في طبقاته بقوله: «خليل بن كليدي بن عبد الله، الإمام البارع المحقق، بقية الحفاظ، صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي ثم المقدسي، ولد بدمشق في ربيع الأول سنة أربع وتسعين ـ بتقديم التاء ـ وستمائ، وسمع الكثير ودخل البلاد وبلغ عدد شيوخه بالسماع سبعمائة وأخذ علم الحديث عن المزي وغيره، وأخذ الفقه عن الشيخين برهان الفزارى ـ ولازمه وخرج له مشيخة ـ وكمال الدين ابن الزملكاني وتخرج به وعلق منه كثيراً، وأجيز بالفتوى، وأخذ واجتهد حتى فاق أهل عصره في الحفظ والاتقان ودرس بدمشق بالاسدية وبحلقة صاحب حمص، ثم انتقل الى القدس مدرساً بالصلاحية سنة احدى وثلاثين، فأقام بالقدس مدة طويلة يدرس ويفتي ويحدث ويصنف الى آخر عمره.
ذكره الذهبي في معجمه وأثنى عليه.
وقال الحسيني في معجمه وذيله: كان اماماً في الفقه والنحو والاُصول، متفناً في علوم الحديث ومعرفة الرجال، علامة في معرفة المتون والاسانيد، بقية الحفاظ، ومصنفاته تنبىء عن امامة في كل فن، ودرس وأفتى وناظر ولم يخلف بعده مثله.
وقال الاسنوي في طبقاته: كان حافظ زمانه، اماماً في الفقه والاُصول وغيرهما، ذكياً ونظاراً فصيحاً كريماً، ذا رئاسة وحشمة، وصنف في الحديث تصانيف نافعة، وفي النظائر الفقهية كتاباً كبيراً، ودرس بالصلاحية بالقدس الشريف وانقطع فيها للاشتغال والافتاء والتصنيف.
وقال السبكي في الطبقات الكبرى: كان حافظاً ثبتاً ثقة عارفاً بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيهاً متكلماً أديباً شاعراً ناظماً ناثراً، متقناً، اشعرياً صحيح العقيدة سنياً، لم يخلف بعده مثله ـ الى أن قال: وأما الحديث فلم يكن في عصره من يدانيه، وأما بقية علومه من فقه ونحو وتفسير وكلام، فكان في كل واحد منها حسن المشاركة، توفي بالقدس في المحرم سنة احدى وستين وسبعمائة…
ومن تصانيفه…»(1).
(1) طبقات الشافعية ـ مخطوط.