حديث: كذب إبراهيم ثلاث كذبات
(ومنها) ما اُخرج في الكتابين من أنّ إبراهيم عليه السّلام كذب ثلاث كذبات، ففي (الجمع بين الصحيحين):
«عن محمّد عن أبى هريرة: انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لم يكذب إبراهيم النبي قط الاّ ثلاث كذبات، ثنتين في ذات الله: قوله: (إِنِّي سَقِيمٌ) وقوله: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا) وواحدة في شأن سارة، فانّه قدم أرض جبّار ومعه سارة ـ وكانت أحسن الناس ـ فقال لها: انّ هذا الجبّار ان يعلم أنّك امرأتي يغلبني عليك، فان سألك فأخبريه أنّك أختي في الإسلام»(1).
وقد تكلّم الفخر الرازي على هذا الحديث وأبطله، وعبَّر عن رواته بالحشويّة، فانظر الى نصّ كلامه حيث قال:
«واعلم أنّ بعض الحشوية روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ما كذب إبراهيم الاّ ثلاث كذبات.
فقلت: الأولى أن لا يقبل مثل هذه الأخبار.
فقال ـ على طريق الاستنكار ـ ان لم نقبله لزمنا تكذيب الرواة.
فقلت له: يا مسكين، ان قبلناه لزمنا الحكم بتكذيب إبراهيم عليه السلام، وان رددناه لزمنا الحكم بتكذيب الرواة، ولا شكّ أنّ صون إبراهيم عن الكذب أولى من صون طائفة من المجاهيل عن الكذب»(2).
هذا، وقد أورد عمر بن عادل كلام الرازي هذا وارتضاه(3).
(1) الجمع بين الصحيحين 3:184/2415.
(2) تفسير الرازي 26:148.
(3) اللباب في علوم الكتاب 16:324.