3 ـ ترجمة قيس بن الربيع:
وهو: قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمّد الكوفي:
من رجال: أبي داود، والترمذي، وابن ماجة(1).
روى عنه جماعة كبيرة من الأئمّة في الصحاح وغيرها، كسفيان الثوري، وشعبة بن الحجّاج، وعبد الرزاق بن همام، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، وأبي داود الطيالسي، ومعاذ بن معاذ، وغيرهم(2).
وهذه بعض الكلمات في توثيقه ومدحه والثناء عليه باختصار:
قال أبو داود الطيالسي عن شعبة: سمعت أبا حصين يثني على قيس بن الربيع. قال: قال لنا شعبة: أدركوا قيساً قبل أن يموت!
قال عفّان: قلت ليحيى بن سعيد: أفتتّهمه بكذب؟! قال: لا.
قال عفّان: كان قيس ثقة، يوثّقه الثوري وشعبة.
قال حاتم بن الليث، عن أبي الوليد الطيالسي: كان قيس بن الربيع ثقة حسن الحديث.
قال أحمد بن صالح: قلت لأبي نعيم: في نفسك من قيس بن الربيع شيء؟ قال: لا.
قال عمرو بن عليّ: سمعت معاذ بن معاذ يحسن الثناء على قيس.
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: وقيس بن الربيع عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح، وهو رديء الحفظ جدّاً مضطربه، كثير الخطأ، ضعيف في روايته.
وقال ابن عديّ: عامّة رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قال شعبة.
هذا، وقد أُخذ عليه أُمور:
أحدها: إنّه ولّيَ المدائن من قبل المنصور، فأساء إلى الناس فنفروا عنه.
والثاني: التشيع، نقله الذهبي عن أحمد(3).
والثالث: وجود أحاديث منكَرة عنده. قال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل: قيس بن الربيع أيّ شيء ضعّفه؟ قال: روى أحاديث منكَرة.
لكن قالوا: هذه الأحاديث أدخلها عليه ابنه لمّا كبر فحدّث بها(4).
ولكونه صدوقاً في نفسه، ثقة، وأنّ هذه الروايات مدخولة عليه وليست منه، قال الذهبي: «صدوق في نفسه، سيّىء الحفظ»(5).
وقال الحافظ ابن حجر: «صدوق، تغيّر لمّا كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث بها»(6).
فإن كان يقصد في «مقدّمة فتح الباري» تضعيف هذا الرجل، فقد ناقض نفسه كذلك…
(1) تهذيب الكمال 24/25، تهذيب التهذيب 8/350، وغيرهما.
(2) تهذيب الكمال 24/27.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 3/393.
(4) تاريخ بغداد 12/456 ـ 462، تهذيب الكمال 24/25 ـ 37، سير أعلام النبلاء 8/41 ـ 44، تهذيب التهذيب 8/350 ـ 353.
(5) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 3/393.
(6) تقريب التهذيب 2/128.