إشكال المحقق العراقي
ثم إن المحقق العراقي ـ بعد أن أشكل على الشيخ بما عرفت ـ قال في الإشكال على الفصول :
فالأولى هو الإشكال عليه بما ذكرنا من منع المزاحمة بين تلك الجهات بعد تعدّد الموضوع لها وطوليّته(1) .
وحاصل كلامه :
إن التزاحم إنما يكون في حال اجتماع الملاكين ، أي ملاك الحسن وملاك القبح في الشيء الواحد ، لكنّ الاجتماع هنا محال ، لأنّ موضوع المحبوبيّة وما تقوم به المصلحة هو الفعل في مرتبة قبل الإرادة ، وموضوع المفسدة هو الفعل في مرتبة الإرادة ، وإذا كانا في مرتبتين لم تتحقق المبغوضية والمحبوبية في الشيء الواحد .
إلاّ أنّ التحقيق هو أنّ الحبّ والبغض لا يقومان بالصّور النفسيّة بما هي موجودات ذهنيّة ، بل هما قائمان بالصّور المرئية في الخارج ، لأنّ المصالح والمفاسد التي هي مناشئ الحب والبغض قائمة بالموجودات الخارجيّة ، فكان الأمر دائراً مدار وحدة الوجود وتعدّده خارجاً ، لا وحدة المرتبة وتعدّدها .
(1) المصدر نفسه .