المقدمة الثالثة ( في المراد من « الحال » في عنوان البحث )
هل أن « الحال » في عنوان البحث في كلام الأعلام ـ وقولهم : هل المشتق حقيقة في المتلبّس بالمبدء في الحال أو أنه حقيقة في الأعم ؟ ـ عبارة عن حال التلبّس بالمبدء ، أو عبارة عن حال الجري والتطبيق على المصداق الخارجي ، أو عبارة عن حال النطق والنسبة الكلاميّة ؟
قد كرّرنا أن هذا البحث مفهومي ، فهو يدور حول أنّ مفهوم الهيئة هل هو عبارة عن خصوص الحصّة المتلبّسة بالمبدء من الذات أو أنّه أعمّ من المتلبّسة والتي انقضى عنها التلبّس ، فهو بحث مفهومي مردّد بين الأقل والأكثر ، أو بين المتباينين .
فالمراد من « الحال » هو حال التلبّس لا محالة ، لا حال النطق ولا حال الحمل والإسناد ، وممّا يوضّح أنْ ليس المراد حال النطق قولنا : زيد كان ضارباً بالأمس وسيكون ضارباً في الغد ، فإنّه إطلاق حقيقي ، مع أنه ليس المراد حال النطق ، كما يوضّح أنّ المراد ليس حال الإسناد صحّة إطلاق المشتقّات في المجرّدات وهي لا موضوع للزمان فيها .
وتلخّص : إن المراد حال التلبّس ، إلاّ أن فعليّة كلّ مادّة بحسبها ، كما ظهر من المقدمة السابقة .
هذا تمام الكلام في المقدّمات …
فما هو مقتضى الأدلّة والاصول …
Menu