4 ـ هل يجري النزاع في اسم الآلة و اسم المفعول ؟
قد عرفت موضع النزاع في بحث المشتق ، وأنه بحثٌ هيوي وليس بمادّي ، فلا دخل لاختلاف المواد فيه ، من كون المبدء أمراً فعليّاً ، أو أمراً شأنيّاً ، أو ملكةً من الملكات ، أو حرفةً من الحرف .
ففي مثل « القيام » يكون التلبّس هو التلبّس الفعلي بالمبدء ، فإذا انقضت الفعليّة فقد انقضى عنه المبدء .
وفي مثل « المجتهد » يتحقق التلبّس بتحقق الملكة ، ويكون انقضاؤه بانقضاءِ الملكة ، ولذا يصح إطلاق المجتهد على صاحب الملكة وإن كان في حال النوم مثلا .
وفي مثل « البقّال » كذلك .
وكذلك الكلام في مثل « المفتاح » ونحوه من أسماء الآلات ، فإنّ هيئة « المِفعال » دالّة على التلبّس حقيقةً ، لأن المناط في مثله هو التلبس بالشأنيّة للفتح في « المفتاح » وللكنس في « المكنسة » مثلا … وهكذا ، لا التلبّس بالفتح والكنس فعلا ، فأسماء الآلات داخلة في البحث ، لانطباق الضابط عليها ، خلافاً لمن استشكل في ذلك .
كما أنّ استدلال المحقق النائيني على خروج « اسم المفعول » بأنه موضوع لمن وقعت عليه المادّة ، ومن وقع عليه المادة لا ينقلب عمّا هو عليه ، فلا مِصداقية لـ « من انقضى عنه التلبّس بالمبدء » فيه ، فلا يشمله الضابط ، مردود :
أمّا نقضاً ، فباسم الفاعل ، فهو موضوع لمن صدر منه المبدء ، ومن صدر منه المبدء لا ينقلب عمّا هو عليه ، وقد وافق على دخوله في البحث .
وأمّا حلاًّ ، فبأنّ البحث هو : هل هذه الهيئة موضوعة لتلك الذات في حال وقوع المادّة عليها فقط ، أو هي موضوعة لها بِصِرف أنها تلبّست بذلك وانقضى عنها ، كما أنّ اسم الفاعل كذلك؟
Menu