تعريف المثلي

تعريف المثلي
قال الشيخ:
فالشّيخ… بل المشهور على ما حكي: إنه ما تساوت أجزاؤه من حيث القيمة و… قد عُرّف المثلي بتعاريف اُخر أعمّ من التعريف المتقدّم أو أخصّ… .
أقول:
قد اختلفت كلماتهم في تعريف المثلي، ولكنّها ـ كما قال المحقق الخراساني(1) ـ ليست بتعاريف حقيقيّة حتى تنتقض طرداً أو عكساً، بل هي بيانٌ للمفهوم العرفي.
فالمشهور ـ على ما حكي ـ إنّه ما تساوت أجزاؤه من حيث القيمة.
وقيل: ما تساوت قيمة أجزائه، كالحبوب والأدهان والتمور والأقطان… .
وقيل: ما لو امتزج مالان من شخصين، كانا مشتركين بالتساوي.
وقيل: ما تناسبت أجزاؤه وتقاربت صفاته.
وقيل: هو المتساوي من حيث الأجزاء والمنفعة والمتقاربة صفاته.
وقيل: ما يباع بالكيل والوزن.
ثم بيّن الشيخ المراد من «الأجزاء» و«التساوي» في تعريف المشهور قائلاً:
والمراد بأجزائه ما يصدق عليه اسم الحقيقة. والمراد بتساويها من حيث القيمة تساويها بالنسبة… ومن هنا رجّح الشهيد الثاني كون المصوغ من النقدين قيميّاً. قال: إذ لو انفصل نقصت قيمته… .
فالمراد من الأجزاء هو المصاديق، والمراد من التساوي: أنْ تكون قيمة نصف الكلّي نصف قيمته، فلو كان صبرةً من الحنطة وزنها عشرة أمنان بقيمة مائة درهم، فقيمة الخمسة منها خمسون درهماً.
وربما قيل: ما تساوت أجزاؤه، أي أبعاده، بمعنى أن تكون الأجزاء متساوية في القيمة مع حفظ جهة الاتّصال بينهما، بأنْ تكون قيمة كلّ نصف من الأجزاء المتّصلة معادلةً لقيمة النصف الآخر مع التحفّظ على الهيئة الاتصاليّة بينهما، ومن هنا رجّح الشهيد الثاني كون المصوغ من الذهب والفضّة قيميّاً، قال: إذ لو انفصل نقصت قيمته(2).

(1) حاشية المكاسب: 35.
(2) مسالك الافهام 2 / 209 الطبعة القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *