كهف الملائكة
ومثلما صار أهل البيت عليهم السّلام كهفاً للأنبياء والناس أجمعين، فهم كذلك كهف للملائكة، وهذا ما يعطيه معنى «الورى» الذي يشمل كلّ ما خلق الله بلا استثناء، حسبما ما تؤكّده لغة العرب.
جاء في مجمع البيان بتفسير قوله تعالى:
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ)(1):
«وروي أن النبي صلّى الله عليه وآله قال لجبرائيل لمّا نزلت هذه الآية: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟
قال: نعم، إني كنت أخشى عاقبة الأمر، فآمنت بك لمّا أثنى الله علي بقوله: (ذي قُوَّة عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكين)(2)»(3).
وقصة المَلَك فطرس معروفة حينما غضب عليه الباري تعالى وانتشلته بركة الحسين سيّد الشهداء عليه السّلام(4).
ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل إن مفهوم «الورى» يعمُّ الحيوانات أيضاً، وهذا ما تشهد به الروايات والوقائع من أن الأئمّة عليهم السّلام كانوا يعرفون لغة الحيوانات بأسرها وكانت ترجع إليهم في أُمورها(5).
(1) سورة الأنبياء، الآية: 107.
(2) سورة التكوير، الآية: 20.
(3) مجمع البيان 7 / 107.
(4) راجع كامل الزيارات: 140، أمالي الصدوق: 200 و 201، بحار الأنوار 43 / 243.
(5) أورد ابن حمزه في الثاقب في المناقب فصولا حول كلام الأئمّة عليهم السّلام مع الحيوانات والجمادات، وراجع أيضاً الارشاد 2 / 225، وبحار الأنوار 48 / 47.