الرحمة الإلهية
فظهر كيف أن الأئمّة معدن الرحمة الإلهية، فإن ذواتهم المقدّسة رحمة، ووجودهم رحمة، وكلّما وصل للناس من الرحمة الإلهية فإنما هي بواسطتهم، ومن ينشد الرحمة يلجأ إليهم فيغمروه بها، لأنها بجميع أقسامها وأنواعها ومراتبها مستقرة وكامنة عندهم، فالأئمّة بلحاظ أصل خلقتهم «معادن رحمة الله» وبلحاظ ما أعطاهم من العلم والقدرة «خزائن رحمة الله».
والبحث عن الرحمة الإلهية واسع ولا نهاية له، لأنه لا يحاط بها، كما أنها لا نهاية لها وقد وسعت كلّ شيء.
إن الصّفات العليا والأسماء الحسنى كلّها لله، وحده لا شريك له، وهي كثيرة، ولكنّه افتتح كلامه بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، وورد الأمر في الشريعة بالتلفّظ بهذين الاسمين لدى الشروع في أيّ أمر من الأُمور، ولعلّه لأنّ الرحمة أساس كلّ شيء في الوجود، وكلّ الفيوضات والنعم الربّانية هي رحمة من الله، ومن الواضح أنّ اُولى جميع النعم التي منّ الله عزّ وجلّ بها هي نعمة الوجود، وباقي النعم تتفرّع منها وتترتّب عليها… .
إنّ جميع النعم المعنويّة والماديّة، الظاهريّة والباطنيّة… كلّها رحمةٌ من الله.
Menu