وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ
نعم، أهل البيت عليهم السّلام موضع الرسالة المحمّدية ومحلّها، وبهذا وصفوا في روايات أهل السنّة أيضاً، وهذا نصٌّ من رواياتهم:
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: (إِنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرًا) قال: هم أهل بيت طهّرهم الله من السّوء واختصّهم برحمته. قال: وحدّث الضحاك بن مزاحم أن نبيّ الله صلّى الله عليه وآله كان يقول: نحن أهل بيت طهّرهم الله من شجرة النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم»(1).
فعلى من أراد الرّسالة في أصولها الاعتقاديّة وأحكامها التكليفيّة وساير تشريعاتها وسننها وآدابها، أن يرجع إلى الأئمّة الطاهرين ويسألهم ويأخذ منهم ويتّبعهم.
وهم الحافظون للشريعة، الناهضون بأعبائها، الدعاة إليها، والناشرون لها، وهي محفوظة بوجودهم، باقية ببقائهم، لا تفارقهم ولا يفارقونها أبداً.
ويستنتج من ذلك:
أن الناس غير مستغنين عن أهل البيت إطلاقاً، وأنه لا يجوز الرجوع إلى غيرهم كائناً من كان، كما لا يجوز الاكتفاء بما تمليه عليهم عقولهم في فهم الشريعة المقدّسة في اُصولها وفروعها.
وعلى الجملة، فإنه وإنْ مات رسول الله صلّى الله عليه وآله أو قتل، فإنّ رسالته باقية مستمرة، وموضعها أهل بيته الطيّبون الطاهرون.
(1) الدر المنثور 6 / 606، الآية: 33 من سورة الأحزاب.