علي جهّز رسول الله
روى الخورازمي بأسناده عن ابن عباس قال: «لعلي أربع خصال: هو أول عربي وعجمي صلّى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو الّذي كان لواءه معه في كل زحف وهو الّذي صبر معه يوم المهراس، اي يوم أحد انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وادخله قبره»(1).
وروى أحمد بأسناده عن ابن عباس قال: «جعل عليّ يغسّل النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم ير منه شيئاً مما يرى من الميّت وهو يقول: بأبي أنت وأمّي ما أطيبك حيّاً وميّتاً»(2).
وروى ابن المغازلي بأسناده عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا يحلّ لرجل يرى مجرّدي الاّ علي»(3).
وروى البيهقي باسناده عن سعيد بن المسيب قال: «قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: غسلت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، وكان طيّباً حيّاً وميّتاً صلّى الله عليه وآله وسلّم»(4).
وروى ابن سعد بأسناده عن عبد الواحد بن أبي عون، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب في مرضه الذي توفي فيه: اغسلني يا علي إذا مت فقال: يا رسول الله، ما غسلت ميّتاً قطّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انّك ستهيّأ أو تيّسر، قال علي عليه السلام: فغسلته فما أخذت عضواً الاّ تبعني»(5).
وباسناده عن أبي عمر القصّار عن مولاه يزيد بن بلال، قال: قال علي: «أوصى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ألاّ يغسله أحدٌ غيري فانّه لا يرى أحد عورتي الاّ طمست عيناه قال علي: فكان الفضل واسامة يناولاني الماء من وراء الستر، وهما معصوبا العين، قال علي: فما تناولت عضواً الاّ كانما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله»(6).
وبأسناده عن سعيد بن المسيب، قال: «غسّل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علي وكفّنه أربعة: عليّ والعبّاس والفضل وشقران»(7).
وروى السيوطي بأسناده عن عبدالله بن الحارث: «إنّ علياً غسّل النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعل يقول: بأبي أنت طبت حيّاً وطبت ميّتاً، قال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط»(8).
وروى محب الدين الطبري بأسناده عن الحسين بن علي عن أبيه عن جدّه قال: «أوصى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً أن يغسله فقال علي: يا رسول الله أخشى أن لا اطيق ذلك قال: انّك ستعان عليَّ، قال فقال عليّ: فوالله ما أردت أن أقلّب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عضواً الاّ قلب لي»(9).
وروى عن ابن اسحاق: «لمّا غسل النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علّي أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراءه، ولا يفضي بيده الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ويقول: بأبي وامّي ما أطيبك حيّاً وميّتاً، ولم ير من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شيء يرى من الميّت»(10).
قال محمّد صدر العالم: «أخرج ابن منده عن عبد الله بن عبَّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فلقد رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه خصالا لأن يكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ اليّ مما طلعت عليه الشّمس: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعليّ نائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يخرج اليكم، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فشرفنا إليه فاتكأ على عليّ بن أبي طالب، ثمّ ضرب بيده على منكبه ثمّ قال: انّك مخاصم تخصم، أنت أوّل المؤمنين ايماناً وأعلمهم بأيّام الله، وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، واعظمهم مزيّة. وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي، ثمّ قال ابن عبّاس من نفسه: لقد فاز عليّ بصهر رسول الله وبسبطه في العشيرة وبذلا للماعون وعلماً بالتنزيل وفقهاً بالتأويل وقتلا للأقران»(11).
روى محمّد بن رستم بأسناده عن أبي سعيد قال: قال صلّى الله عليه وآله وسلّم «يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة»(12).
وروى ابن عساكر بأسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلّي: «أنت تغسلني وتواريني في لحدي وتبين لهم بعدي»(13).
قال نصر بن مزاحم: «قال علي عليه السلام في خطبة له: وقد علمتم انّي لم اخالف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قطّ، ولم أعصه في أمر قطّ، أقيه بنفسي في المواطن الّتي ينكص فيها الابطال وترعد فيها الفرائص نجدة اكرمني الله بها، فله الحمد، ولقد قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وانّ رأسه لفي حجري، ولقد وليّت غسله بيدي وحدي تقلّبه الملائكة المقربون معي، وايم الله ما اختلفت أمة قط بعد نبيها الاّ ظهر أهل باطلها على أهل حقها الاّ ما شاء الله»(14).
(1) المناقب الفصل الرابع ص21.
(2) الفضائل ج1 ص الحديث 222 مخطوط.
(3) المناقب ص94 الحديث 138.
(4) السنن الكبرى ج4 ص53.
(5) الطبقات الكبرى ج2 ق2 ص63.
(6) الطبقات الكبرى ج2 ق2، ص61، ورواه محمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص121.
(7) الطبقات الكبرى ج2 ق2 ص62.
(8) الخصائص الكبرى ج3 ص393.
(9) الرياض النضرة ج3 ص187، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص239.
(10) الرياض النضرة ج3 ص179.
(11) معارج العلى في مناقب المرتضى ص122.
(12) تحفة المحبين ص187، ورواه المتقي في كنز العمال ج11 ص612 طبع حلب رقم 32965.
(13) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص487 رقم 1006.
(14) وقعة صفين ص224.