موجز ترجمة الحكيم الترمذي:
هو: محمّد بن عليّ بن الحسن، المعروف بالحكيم الترمذي، المحدّث الصوفي، ذكره أبو نعيم في (الحلية)، والسلمي في طبقات الصوفيّة وكذا غيرهما في الكتب المؤلّفة في تراجم الصوفيّة، وقد ذكروا أنّ علماء «ترمذ» نفوه من «ترمذ»، وأخرجوه منها، وشهدوا عليه بالكفر.
ومن هنا أورده الحافظ ابن حجر في لسان الميزان، قال: «وذكره القاضي كمال الدين ابن العديم صاحب تاريخ حلب في جزء له سمّاه الملحة في الردّ على أبي طلحة، قال فيه: وهذا الحكيم الترمذي لم يكن من أهل الحديث، ولا رواية له، ولا أعلم له تطرقه ولا صناعة، وإنّما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق، ودعوى الكشف عن الأُمور الغامضة والحقائق، حتّى خرج في ذلك عن قاعدة الفقهاء، واستحقّ الطعن عليه بذلك والإزراء، وطعن عليه أئمّة الفقهاء والصوفيّة، وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضيّة، وقالوا: إنّه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة، وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة، وحشّاها بالأخبار التي ليست بمرويّة ولا مسموعة، وعلّل فيها جميع الأُمور الشرعية التي لا يعقل معناها، بعلل ما أضعفها وما أوهاها».
قال ابن حجر: «قلت: ولعمري لقد بالغ ابن العديم في ذلك، ولولا أنّ كلامه يتضمّن النقل عن الأئمّة أنّهم طعنوا فيه لما ذكرته»(1).
قلت:
وما نحن فيه من هذا القبيل، فقد تكلّم في هذا الحديث الشريف على إشارات الصوفيّة ودعوى الكشف عن الأُمور الغامضة والحقائق، حيث ادّعى أنّه من الأحاديث التي تنكرها القلوب!!
(1) لسان الميزان 5 : 308 ـ 309.