مقاتل بن سليمان
ومنهم: مقاتل بن سليمان، الذي قيل: إنّ النّاس كلّهم عيال عليه في التفسير، ووصفه الأعلام بالأوصاف الجليلة(1).
لكنّ تفسيره مشحون بالأخبار المصنوعة والآثار الموضوعة، بل إنّه متّخذ من اليهود والنصارى.
وكان هو من المشبّهة الذين يشبّهون الباري تعالى بالمخلوقين.
ومنهم من نسبه إلى الكذب…
وقد جاء التصريح بهذه الأضاليل في تراجمه على لسان الأكابر، ففي (ميزان الإعتدال) ما نصّه:
«قال أبو حنيفة: أفرط جهم في نفي التشبيه حتّى قال إنّه تعالى ليس بشيء، وأفرط مقاتل ـ يعني في الإثبات ـ حتّى جعله مثل خلقه.
وقال وكيع: كان كذّاباً.
وقال البخاري: قال سفيان بن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إنْ لم يخرج الدجّال في سنة خمسين ومائة فاعلموا أنّي كذّاب.
وقال الجوزجاني: كان دجّالاً جسوراً.
وقال ابن حبّان: كان يأخذ عن اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان يشبّه الربّ بالمخلوق، وكان يكذب في الحديث.
وقال أبو معاذ الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: لم أستحل دم يهودي، ولو وجدت مقاتل بن سليمان خلوةً لشققت بطنه»(2).
وفي (تنزيه الشريعة):
«مقاتل بن سليمان البلخي المفسّر: كذّاب، وهو من المعروفين بوضع الحديث»(3).
وفي (تاريخ بغداد):
«قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير ـ يعني في البدعة والكذب ـ: جهم بن صفوان وعمر بن صبيح ومقاتل بن سليمان.
وروى أبو يوسف أنّه قال: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إليَّ منهما: المقاتليّة والجهميّة»(4).
فهذا حال من كلّ النّاس عيال عليه في التفسير، وهذا حال تفسيره…
(1) ميزان الاعتدال 4: 173/8741.
(2) ميزان الاعتدال 4: 173 ـ 175/8741.
(3) تنزيه الشريعة الغرّاء 1: 119.
(4) تاريخ بغداد 13: 164/7143.