عبدالله بن عمرو بن العاص
وأمّا عبدالله بن عمرو بن العاص، فتفسيره كان «ممّا يحمله عن أهل الكتاب» كما نصَّ عليه السيوطي، وهذا يكفي للدلالة على عدم الإعتبار بتفسيره.
وتوضيح ذلك: أنّهم ذكروا أنّه قد حصل في حرب اليرموك على كتب لأهل الكتاب، فكان ينقل عنها الأخبار الإسرائيليّات ويحدّث بها، ولذا قسّموا الصحابي إلى من أخذ عن الإسرائيليّات ومن لم يأخذ، قال القاري:
«الذي عرف بالنظر في الإسرائيليّات، أي من كتب بني إسرائيل أو من أفواههم… كعبدالله بن سلام وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنّه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من أهل الكتاب، وكان يخبر بما فيها من الاُمور المغيَّبة، حتّى كان بعض أصحاب رسول الله ربّما قال: حدّثنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا تحدّثنا من الصحيفة. ذكره السخاوي»(1).
وقال اللقاني في (الوطر من نزهة النظر):
«مثال الصحابي الذي لم يأخذ عن الإسرائيليّات: أبوبكر وعمر وعثمان وعلي. ومثال من أخذ: عبدالله بن سلام، وقيل: عبدالله بن عمرو بن العاص، فإنّه لمّا فتح الشام، أخذ حمل بعير من كتب أهل الكتاب وكان يحدّث منها، فلذا اتّقاه الناس فقلَّ حديثه، وإنْ كان أكثر حديثاً من أبي هريرة باعترافه، والمراد بها قصص بني إسرائيل وما جاء في كتبهم».
وعلى الجملة، فالرجل ممّن يُتّقى حديثه… فلا حاجة إلى ذكر سائر مطاعنه… ومع ذلك نذكر شيئاً منها:
(1) شرح شرح نخبة الفكر: 549.