قول النبي لابن الزبير: ويل للناس منك…
ومن الدلائل على سوء حال عبدالله بن الزبير: قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم له ـ في قضيّة ـ : «ويل للناس منك وويل لك من الناس» وذاك ما أخرجه الحكيم الترمذي في كتاب (نوادر الاُصول) قال:
«حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا الهند بن القاسم بن عبدالرحمن ابن ماعز قال: سمعت عامر بن عبدالله بن الزبير: إنّ أباه حدّثه أنّه أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يحتجم، فلمّا فرغ قال: يا عبدالله، إذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد، فلمّا برز عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمد إلى الدم فشربه، فلمّا رجع قال: يا عبدالله، ما صنعت بها؟ قال: جعلتها في أخفى مكان ـظننت أنّه خاف على الناس ـ قال: لعلّك شربته؟ قال: نعم، قال: لم شربت الدم؟ ويل للناس منك وويل لك من النّاس».
وأخرجه الحاكم في (المستدرك) بالسند واللّفظ وفي آخره: «ومن أمرك أنْ تشرب الدم؟ ويل لك من الناس وويل للناس منك»(1).
فأشار صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الفتن التي أثارها ابن الزبير في حرب الجمل، والفتن التي أثارها في أيّام حكومته بمكّة، وقد ذهبت آلاف النّفوس ضحيّة لطلب ابن الزبير الدنيا والرئاسة، كما صرَّح بذلك الصحابي الجليل أبو برزة الأنصاري فيما أخرجوه عنه:
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 554 كتاب معرفة الصحابة.