محاولات لتضعيف الكتاب
هذا، وقد حاول بعض الناس الطعن في هذا الكتاب بشتّى الوجوه، فكان أوّلها إنكار أن يكون من تأليف الحافظ القاضي الشوكاني.
لكنّ الكتاب مطبوع في اليمن عن نسخة موجودة في الجامع الكبير، وقد نسب إلى مولّفه في كتاب (هديّة العارفين في أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين) وفي (ذيل كشف الظنون في أسماء الكتب والفنون) ونسبه إليه بكلّ صراحة ووضوح: مؤرّخ اليمن محمد بن محمد بن يحيى بن زبارة الحسيني الصنعاني المتوفّى سنة 1381 صاحب كتاب (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر).
ثم قالوا: إنّ الشوكاني قد ألّف هذا الكتاب في أوّل أمره، فلمّا عرف السنّة ووضّحها على منهج السّلف عدل عمّا ذكر فيه وانتهى إليه.
لكنّ القاضي الشوكاني قد ألّف هذا الكتاب ـ كما عن نسخته الأصليّة ـ بسنة 1205، أي ألّفه وعمره 32 سنة.
فهناك انبروا للطّعن في أسانيد الأحاديث التي استدلّ بها في المبحث الثاني، استناداً ـ في الأغلب ـ إلى آراء أبي الفرج ابن الجوزي في (كتاب الموضوعات) ومَنْ حذا حذوه.
كلّ ذلك ـ كما صرّحوا ـ لئلاّ يغترّ الشيعة الاثنا عشرية بهذا الكتاب ولئلاّ يتّخذوه ذريعةً للطّعن في عائشة ومَنْ أنكر الوصاية لأمير المؤمنين.
لكنّ تلك المحاولات لا تجدي أصحابها نفعاً، لأنّ أهل العلم يستمعون الأقوال وينظرون إليها نظرةَ الباحث المحقّق، فما وجدوه حقّاً أخذوا به، غير مبالين بمثل تلك المحاولات، لا سيّما وصاحب الكتاب من كبار العلماء في الحديث والفقه وسائر العلوم.
Menu